علاقات » اميركي

باراك أوباما.. شيزوفرينيا الفشل

في 2016/03/18

فاطمة البكيلي- المدينة السعودية-

كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن «شيزوفرينيا» تدعو للضحك، وكانت أشبه ما تكون بالمثل القائل عندنا: «إذا جيت رايح كثر من الفضايح».

وبقراءة متأمِّلة للتصريحات تلك، نلمح أنه جعل حلفاء الولايات المتحدة الشمّاعة التي علَّق عليها فشله في إدارة مصالح بلاده على جميع الأصعدة، فكانت عنوانًا يُتَنَدَر به للتناقض في أقواله وأفعاله.

في العام 2015 صرَّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه على مُدرَّج الجامعة الأمريكية في واشنطن «أن قسما من الأموال التي ستستعيدها إيران إثر رفع العقوبات عنها في ضوء الاتفاق النووي، سيُستخدم لتمويل أنشطة إرهابية»!!

وفي شهر مايو من العام نفسه، صرَّح أوباما -أيضا- عشية انعقاد القمة الخليجية في كامب ديفيد أن لدى دول الخليج العربي الحق في القلق من إيران «الراعية للإرهاب»

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» حول برنامج إيران النووي، أكَّد أوباما على «دور إيران في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، ودعمها للجماعات الإرهابية في كلٍّ من سوريا، وحزب الله في لبنان، والمتمرِّدين الحوثيين في اليمن»

حين نقرأ تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجلة «ذي أتلانتك» نلمح أنه -بين ليلة وضحاها- أضحى الحليف المضاد الذي يسعى جاهدًا إلى تبرير فشله، متهمًا المملكة العربية السعودية بأنها راعية التطرف في منطقة الشرق الأوسط، وأنها الوحيدة التي أجَّجت الصراع في المنطقة بأكملها!! وصوّر له فكره وعقله أن الحل في كل تلك الصراعات يكمن في التعايش بيننا وبين إيران!!

تلك التصريحات أثبتت لنا تحيُّزه للفكر الصفوي -الإرهابي- علانيةً، وأنه لم يُقدِّر الأمور بالشكل الصحيح.

نحن نعلم -بما لا يدع مجالا للشك- أن مخطط التقسيم أخذ منحى مغايرًا، وأنه رغم ادعاء الولايات المتحدة فرض الحصار الاقتصادي على إيران ثم إلغاؤه عنها اليوم، لم يكن سوى إذكاءً للصراع السنِّي الشيعي لاغير!! كما نعلم تمامًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن سوى حليف مخادع، كان بالأمس يدعم في الخفاء واليوم في العلن النفوذ الصفوي لتفتيت المنطقة العربية بأكملها!!

فهل الرئيس أوباما والولايات المتحدة بمنأى عن مناطق الصراع في المنطقة، أم أنها في قلب الحدث؟.. هل يعد أوباما الدور الأمريكي في أفغانستان والعراق وسوريا أنموذجًا يُحتذى به لتحقيق السلام في المنطقة؟.. هل الفشل في تحقيق المصالح الخاصة للولايات المتحدة والرغبة المحمومة في الهيمنة ووضع اليد قسرًا على مقدرات الدول هي ما حولت أوباما اليوم إلى مدافع عن الصفويين ويُبرئهم؟.. أم أن التحالف العربي الإسلامي الذي أسَّس كيانه الملك سلمان -حفظه الله- كان الضربة القاضية التي أصابت أوباما في مقتل؟.

دأبت استراتيجية الولايات المتحدة مع ولاية أي رئيس جديد إلى تنفيذ مخطط التقسيم، مُستغلِّين في ذلك تلك الصراعات والتدخل تحت مسمى الحلفاء، فما وجه الغرابة في تصريحات أوباما؟! فهذا الفرع من ذاك الأصل!!