شؤون خليجية-
يتابع قادة الدول الخليجية، كما هو الحال في أماكن أخرى في جميع أنحاء العالم، الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الولايات المتحدة بشغف كبير، ومع تقدم مرشح الحزب الجمهوري " دونالد ترامب" تتصاعد المخاوف في ظل احتمال فوز "ترامب" وتهديداته العنصرية والعدائية للعرب والمسلمين، ما يجعل وصوله لسدة الحكم كارثة
شؤون خليجية ترصد أبرز المخاطر التى تهدد الشرق الأوسط وعلى رأسها دول الخليج في حالة وصول مرشح الحزب الجمهوري لسدة الحكم
عداء ترامب للسعودية
يبدو ان مواقف واشنطن الأخيرة غير الواضحة تجاه دول الخليج، واتباع سياسية "التنكر" وتأكيدات الرئيس الامريكي " باراك أوباما" أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة التقيد بالسياسة الخارجية لواشنطن، عن طريق تقديم الدعم التلقائي للسعوديين وحلفائهم"، واصفاً السعودية بأنها تغرد خارج السرب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية وانتقد ما يراه تمويلا للرياض لعدم التسامح الديني ورفضها التوصل إلى تكيف مع إيران، تزيد من المخاوف الخليجية من فوز ترامب،خاصة وأن مرشح الحزب الجمهور أبدي عدائه وكره للمملكة في مواقف سابقة.
وفي تصريحات مثيرة للجدل عن المملكة العربية السعودية، قال ترامب في أغسطس عام 2015 إنه “لا يحب” تلك البلاد وأنَّ الولايات المتحدة دفعت الكثير من أجل “دعمها.” وتوقع ترامب أن المملكة العربية السعودية “ستكون في ورطة كبيرة في وقت قريب، وسوف تحتاج إلى المساعدة، ونحن ليس لدينا ما نقدمه لها؛ فهي دولة تجني مليار دولار يوميًا.” وأضاف أنَّ” السبب الرئيسي في تحالفنا مع المملكة العربية السعودية هو أننا بحاجة إلى النفط. والآن نحن لسنا بحاجة إلى الكثير من النفط
موقف ترامب من القضية الفلسطينية
ولعل أبرز المخاوف الخليجية من فوز ترامب هي مواقفه العدائية تجاه فلسطين، فقد صرح مرشح الحزب الجمهوري في 18 فبراير 2016 "إنه ربما يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل وفلسطين" كذلك قدم الملياردير الأمريكي مقترحًا هزليًّا حول السلام في الأراضي الفلسطينية، ويقتضي الحل بمنح جزيرة بورتوريكو الأمريكية للاجئين الفلسطينيين كتعويض مقابل التنازل للكيان الإسرائيلي، أي ترحيل ملايين الفلسطينيين من وطنهم سعيًا منه لتسهيل مهام إسرائيل في المنطقة.
موقفه من اللاجئين والمسلمين
في أكتوبر 2015 بأنه سيطرد اللاجئين السوريين الموجودين في أمريكا حال فوزه في انتخابات الرئاسة التي ستجري عام 2016 كما دعا في ديسمبر 2015 إلى منع دخول المسلمين للولايات المتحدة مؤقتا بعد هجمات باريس التي قتل فيها مسلحون وانتحاريون ينتمون لتنظيم داعش 130 شخصا.
وبعد دعوة ترامب المثيرة للجدل في ديسمبر الماضي لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، أصدر قادة دول مجلس التعاون الخليجي بيانًا عبّروا فيه عن “قلق عميق إزاء تزايد العداء والعنصرية والخطاب اللاإنساني ضد اللاجئين بصفة عامة والمسلمين على وجه الخصوص”. وهناك عدد من رجال الأعمال الخليجيين من بينهم الأمير السعودي الوليد بن طلال ورجل الاعمال الإماراتي خلف الحبتور، انتقدوا تصريحات ترامب، وحذّروا من أنَّ رئاسة ترامب ستؤدي إلى سحب استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي من الولايات المتحدة.
و حذر مراقبون من خطورة "ترامب" في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية، حيث سيؤدي ذلك إلى حالة من الاستقطاب الشديدة في المجتمع الأمريكي، خاصة مع وجود مناهضين لسياسته الإقصائية وأفكاره التي تتسم بالعنصرية.
دعم الأنظمة الديكتاتورية
الامر الأشد خطورة هو توجه" ترامب" لدعم الانظمة الدكتاتورية المستبدة بالمنطقة بما سينعكس على خارطة تحالفاته القادمة ضد مصالح الشعوب، وهذا ما يؤكده تصريحه في 4 أكتوبر 2015، بأن "الشرق الأوسط كان سيصبح أكثر هدوءاً واستقراراً لو بقي الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وقائد الثورة الليبية معمر القذافي في منصبيهما."
وفي إجابة على سؤال لمحطة "إن بي إس" الأمريكية، حول الجهود التي تبذلها دول غربية لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، قال ترامب: "يمكنك قياس الأمر إذا نظرت إلى ليبيا، انظر إلى ما قمنا به هناك، إنها الفوضى، إذا نظرت أيضاً إلى صدام حسين في العراق انظر ماذا فعلنا هناك، ستتجه سوريا في نفس الاتجاه."
تحالف مرتقب مع بوتين
المخيف أيضًا دعوة دونالد ترامب، المرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة، إلى تحسين العلاقات مع روسيا، التى تعد اكبر حليف لنظام بشار الأسد وإيران، حيث تحدث خلال برنامج عرضته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، حول العلاقات التي سيبنيها مع الرئيس الروسي في حال فوزه في الانتخابات، وبرأيه أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تحسين العلاقات مع بوتين، وأشار إلى أنه أدرك قدرته على تحقيق ذلك خلال زيارته إلى روسيا في عام 2013.
مخاطر ترامب على دول العالم
حذرت وحدة المعلومات الاقتصادية the Economist Intelligence Unit، من أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة يعتبر واحدا من أكبر 10 أخطار تواجه العالم، وقد تم وضع انتخابه رئيسا لأمريكا في درجة أخطر من ترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي أو اندلاع نزاع مسلح في بحر الصين الجنوبي.
وأوضحت المؤسسة البحثية أنه قد يعرقل الاقتصاد العالمي ويزيد المخاطر السياسية والأمنية في الولايات المتحدة، لافتة في تقديراتها للمخاطر العالمية التي تنظر في التأثير والاحتمالات:"إن ترامب لم يكشف إلا عن القليل من تفاصيل سياساته – وذلك يجعلها عرضة لمراجعة مستمرة."
واستخدمت EIU مقياسا من واحد إلى 25، وحصل ترامب على معدل 12 وهي نفس درجة خطورة "تصاعد تهديد الإرهاب الجهادي وزعزعته استقرار الاقتصاد العالمي."
وقالت المؤسسة البحثية:" وهو يتخذ بشكل استثنائي موقفا عدائيا من التجارة الحرة، وعلى نحو خاص النافتا، وكرر وصمه للصين بأنها مخادعة بشأن العملة."
وحذرت من أن لهجته العنيفة الموجهة نحو المكسيك والصين على نحو خاص "قد تتصاعد بسرعة إلى حرب تجارية."وكان ترامب قد دعا إلى بناء "سور كبير كبير" على الحدود المكسيكية - الأمريكية على حساب المكسيك، لابقاء مهاجريها غير الشرعيين وتجار مخدراتها بعيدا عن الولايات المتحدة.
وفي حالة فوزه بالترشح والرئاسة، تتوقع المؤسسة البحثية أن يتم تقويض عملية صنع السياسة المحلية والخارجية، قائلة إن العداء الفطري داخل الحزب الجمهوري نحو ترامب الممزوجة بالمعارضة الديمقراطية الضارية والحتمية ستدفع نحو عرقلة سياساته المتشددة في الكونجرس