بدر الراشد- العربي الجديد-
حالة الحنق العربية ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما من جهة، والخوف من أن يضع أحد مرشحي الحزب الجمهوري، رجل الأعمال الأميركي، دونالد ترامب، قدمه في البيت الأبيض، من جهة أخرى، وهذا الهوس برجل البيت الأبيض المقبل، وانعكاسات استراتيجياته على المنطقة، كلها مؤشرات على مدى اليأس والهشاشة التي يعاني منها البشر في العالم العربي، أو هذه المنطقة «المنكوبة» من العالم.
الانتقادات الكبرى التي توجه إلى أوباما، تتعلق بأشياء يريد العرب، أو بعضهم، أن يقوم الرئيس الأميركي بها نيابة عنهم. فعلى واشنطن مواجهة إيران، والدخول في حرب ضد أذرعها المليشياوية في المنطقة. كما عليها أن تحارب الإرهاب، وأن تتوجه القوات الأميركية لقتال تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
كما عليها أن تحارب نظام الأسد، وأن تسقط هذا النظام الدموي المستبد. تلك المحاور، أي إيران وداعش ونظام الأسد، هي أهم القضايا التي تؤرق أغلب العرب، وحكوماتهم، وهي القضايا التي يُنظر على نطاق واسع، إلى وجود «خذلان» أميركي ما، للعرب، فيها. التعويل على الولايات المتحدة الأميركية، في حل مشاكل المنطقة، خطيئة شائعة.
بعيداً عن رفض أميركا كقوة إمبريالية أو داعمة للكيان الصهيوني، إذا تجاهلنا كل هذا، فما زالت أبرز مشاكل المنطقة تتعلق بضعف الدول العربية الناتج عن ضعف مجتمعاتها، مما سمح للولايات المتحدة بلعب دور محوري، أدى إلى هذا الخراب. وهنا لا نقول إن أميركا فعلت كل شيء، فالدول العربية لم تكن عالماً مثالياً قبل دخول أميركا كلاعب رئيسي بعد حرب 1967.
لكن ضعف دول المنطقة، وترددها، وعدم مبادرتها السياسية والعسكرية، جعلت الجميع ينتظر ما تفعله واشنطن، رغم أنها احتلت العراق، ودمرت الدولة فيه، كما أنها وضعت «فيتو» مبكرا على دعم الثورة السورية، الأمران اللذان ساهما معا في وضع «كل الحطب» تحت نار الإرهاب.
وبدلاً من محاولة ترميم ما تبقى من المجتمع العربي والدولة العربية، لمعالجة كوارث الحاضر، ما زال العرب بسوادهم الأعظم، حتى على المستوى الرسمي، في انتظار انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الأميركية، لتحدد من هو «المسيح» المنتخب، الذي سيخلصنا من عذاباتنا، أو يرمي علينا المزيد منها.