علاقات » اميركي

نيويورك تايمز: أوباما يسعى لإصلاح علاقته مع السعودية

في 2016/04/19

 نيويورك تايمز- ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-

اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية، الأربعاء المقبل، ستكون فرصة مناسبة له من أجل إصلاح علاقته مع الرياض، مبينة أنه ليس بالإمكان التعرف على حجم الأضرار التي لحقت بالعلاقة بين البلدين خلال الفترة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس جهاز المخابرات السابق وسفير السعودية في أمريكا، الأمير تركي الفيصل، قوله: "إن أمريكا تغيرت، ونحن بحاجة إلى إعادة تنظيم وتعديل مفاهيمنا حولها".

وتأتي زيارة أوباما إلى الرياض للمشاركة بالقمة الخليجية التي ستعقد هناك في وقت تعيش فيه المنطقة أوضاعاً مضطربة مع الانخفاض المستمر لأسعار النفط الذي انعكس على اقتصاديات دول المنطقة.

وتضيف الصحيفة؛ لقد تعمق الخلاف بين السعودية وأمريكا في فترة ولاية الرئيس باراك أوباما، وخصوصاً بعد أن تخلت واشنطن عن عملية إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإعطاء الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة، خلاف كل التعهدات بأن استخدام السلاح الكيمياوي سيكون خطاً أحمر، الأمر الذي دفع بالرياض إلى تزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية، مما أثار غضب واشنطن التي تخشى استخدام تلك الأسلحة خارج سوريا.

بالإضافة إلى الشعور المتنامي لدى الرياض بأن توقيع الاتفاق النووي مع إيران كان على حسابها، وهو ما دفعها إلى تغيير جذري في سياستها وانتقلت من السياسة الهادئة إلى المواجهة، حيث قامت بإعدام 47 شخصاً، بينهم رجل دين شيعي، في رسالة واضحة لإيران، كما قامت الرياض بوقف مساعدات للجيش اللبناني وقوات الأمن بقيمة 4 مليارات دولار، وأصدرت تحذيرات لرعاياها بعدم السفر للبنان، وذلك في مسعى منها للضغط على حزب الله الشيعي، ذراع إيران في لبنان.

كما أن حرب اليمن التي شنتها السعودية ضد الحوثي، ذراع إيران هناك، أكدت بأن طموحات السعودية الجديدة كبيرة جداً، وأنها تخلت عن سياسة الهدوء بعد الشعور بعدم الثقة من سياسة واشنطن.

ويصف عبد العزيز بن عثمان الصقر، أستاذ العلوم السياسية رئيس مركز الخليج للدراسات، قرار الحرب في اليمن بأنه كان قراراً ضرورياً لحماية الأمن القومي للمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه من غير الممكن أن تسمح لدولة فاشلة وعنفية أن تكون جارة لك.

وترى رندا سليم، محللة الشؤون الاستراتيجية بمعهد الشرق الأوسط، أن إيران زادت نفوذها في العديد من الدول، ومنها العراق وسوريا ولبنان، وهو نفوذ دفعت من أجله طهران تكاليف مالية وبشرية باهظة، في وقت ترى فيه السعودية أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم، فالمملكة تحافظ على علاقات قوية مع العديد من البلدان، من بينها مصر وبريطانيا وباكستان، وينظر إليها على أن لها اليد العليا في المعادلة الديمغرافية مع الشيعة، ومن ثم فإن النتيجة لا تزال في مصلحتها، رغم ما كل فعلته إيران.

المسؤولون المعنيون بالعلاقة بين الرياض وواشنطن يعترفون بأنها مصابة بنوع من البرود، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة سيئة، خاصة أن التعاون في مجالات عديدة ما زال قائماً، مثل الأمن ومكافحة الإرهاب، كما أن السعوديين يدركون أن أيام أوباما في البيت الأبيض باتت معدودة، ومن ثم فإن خليفته يمكن أن يكون أفضل منه.