أثيرت ضجة كبري مؤخرا في الولايات المتحدة بشأن ما يسمى أزمة الـ28 صفحة من الوثائق السرية، التي منع الرئيس الأسبق «بوش» نشرها، ويزعم نواب في الكونجرس أنها تدور حول السعودية وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ولكن موقع أمريكي كشف إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحتفظ بـ 80 ألف وثيقة أخرى سرية، حول السعودية وهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
موقع «ديلي بيست»، ذكر في تقرير نشره الخميس 12 مايو/أيار 2016، أن الجدل لا يدور فقط حول هذه الصفحات الـ 28 من تحقيقات الكونغرس، التي قد تفرج عنها إدارة «أوباما» قريبا، ويزعم أحد أعضاء الكونغرس، أن بها «أدلة واضحة» حول اتهام السعودية، ولكن أيضا حول احتفاظ مكتب التحقيقات الأمريكي بـ 80 ألف وثيقة أخري تتعلق بالأمر نفسه.
وكشف الموقع الأمريكي أن قاضيا اتحاديا في ولاية فلوريدا، يدرس رفع السرية عن بعض الصفحات السرية من بين الـ 80 ألف صفحة، بما قد يكشف معلومات عن خاطفي الطائرات، واتصالاتهم وأنشطتهم في الأسابيع التي سبقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وذكر الموقع أن هذه الملفات التي لا تزال سرية، ومنها أسرار تتعلق بالتساؤل عن أسباب اختفاء سعوديين كانوا يسكنون في منزل فاخر في «ساراسوتا»، فلوريدا، قبل أسبوعين من الهجمات؟ وهل كانوا على اتصال مع قائد العملية، «محمد عطا»؟
وسبق لوكلاء بمكتب التحقيقات الفيدرالي الزعم أن لديهم شك حول علاقة سكان المنزل بالخاطفين، ولكنهم بعد مزيد من البحث لم يجدوا أي دلائل حقيقية تثبت هذه العلاقة.
تكهنات صحفية ثبت عدم صحتها
ولكن فريق من المحامين والصحفيين الاستقصائيين، قالوا إنهم وجدوا ما يقولون أنه «أدلة دامغة» على قيام «عطا» بزيارة هذه الأسرة قبل تنفيذ العملية. ويزعم هؤلاء أن السجلات تثبت وجود اتصالات بين المنزل وأعضاء شاركوا في عمليات سبتمبر/أيلول.
ومع أن المحققين أكدوا إن الدلائل تشير إلى أن شاغلي المنزل تركوه على عجل، مثل تركهم الطعام على الطاولة ووجود طعام في الثلاجة، وألعاب في حمام السباحة في الفناء الخلفي، وبريد متراكم وثلاث سيارات متوقفة في المرآب، إلا مكتب التحقيقات الاتحادي لم يجد إجابات معقولة لتفسير هذا السلوك الغريب.
وبحسب 13 صفحة فقط سمح قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية بكشفها، ضمن إطار قانون حرية المعلومات، وحرية الصحافة، فقد ورد أن المنزل كان مملوكا من قبل زوجين سعوديين هما «عبد العزيز حجي»، وزوجته «عنود» ولهما 3 أطفال، وأثبتت التحقيقات أن علاقتهما مع الجيران لم تكن منفتحة.
وقال أحد الجيران أن «عبد العزيز» كان طالبا، وزوجته كانت متدينة، وأنه (الزوج) كان يأتي إليه لطلب تدخين سيجارة أو تناول شراب والابتعاد عن الصلاة التي يصليها كل ساعتين، بحسب زعم الجار الأمريكي.
وتبين لاحقا أن الأسرة قد غادرت الولايات المتحدة لأن «عبد العزيز» تخرج لتوه، وحصل على وظيفة جديدة في المملكة العربية السعودية.
ومع أن القضية أغلقت، فقد زعم صحفيان أيرلنديان (أنطوني سامرز وروبن سوان)، نشر كتابا في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول يزعمان فيه أنه كانت هناك اتصالات بين المنزل والخاطفين بحسب مصدر سري في مكافحة الإرهاب لم يكشف عن اسمه.
وبعدما أثار الصحفيان ضجة كبيرة، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن القضية تم التحقيق فيها ووجد أنه لا يوجد دليل قوي على صحة هذه الادعاءات.
ونوه تقرير «ديلي بيست» أن السيناتور «بوب غراهام»، الذي يزعم وجود علاقة بين السعودية ومنفذي الهجمات، عبر الصفحات الـ 28 السرية لتقرير الكونجرس التي حجبها «بوش»، حاول تتبع هذه المزاعم حول منزل «ساراسوتا» الذي أقامت فيه الأسرة السعودية، ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي لم يعط لجنة «غراهام» أي معلومات عن الأسرة أو وجود اشتباه في علاقاتها بالخاطفين.
وقد أطلع مكتب التحقيقات الفدرالي «غراهام» في نهاية المطاف على الملفات، وسجلات هاتف الأسرة السعودية التي تنفي وجود هذه الاتصالات المزعومة بين العائلة وبين الخاطفين.
ولكن محامين استمروا في تأكيد وجود هذه الاتصالات ما دفع قاضيا أمريكيا لتوجيه مكتب التحقيقات لإعادة بحث الأمر وجمع أدلة جديدة، وينتظر أن يفرج عن هذه الوثائق السرية التي يصر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنها لا ترقي إلى رتبة الأدلة. فيما يطالب المحامون بنشر المعلومات وترك الحكم لمن يقرأها.
شؤون خليجية-