علاقات » اميركي

معتقل سعودي بجوانتنامو: (صاحب سمو) جندني لشن أعمال إرهابية

في 2016/09/19

فيما يبدو أنها محاولة جديدة للزج باسم المملكة في أحداث 11 سبتمبر للتأثير في قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما المنتظر صدوره خلال أيام بشأن قانون السماح للضحايا بمقاضاة المملكة؛ أُفرج مؤخرًا عن نصوص تحقيقات أجريت مع متهم سعودي معتقل بجوانتانامو يعاني من عدة اضطرابات، ادعى خلال التحقيقات أن مسؤولًا سعوديًّا شارك في تجنيده لشن هجمات إرهابية.

توقيت مريب

وينتظر أن يحدد الرئيس الأمريكي موقفه النهائي من مشروع قانون يسمح لضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة، وهو القانون الذي وافق عليه الكونجرس قبل أيام، على الرغم من معارضة أوباما السابقة له؛ حيث هدد باستخدام الفيتو حال تمرير القانون في مجلس الشيوخ.

ومنذ موافقة الكونجرس الأمريكي على القانون، والمحاولات لا تتوقف للتأثير في أوباما ودفعه إلى تغيير موقفه الذي أعلنه سابقًا من القانون؛ حيث تسعى بعض الجهات إلى الادعاء بتورط المملكة في أحداث 11 سبتمبر، على الرغم من توصل جميع التحقيقات التي أجريت حول الواقعة إلى براءة المملكة تمامًا من التورط في هذه الجريمة.

السعودي المجهول

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن المعتقل السعودي غسان عبدالله الشربي الملقب بصانع قنابل تنظيم القاعدة، قال في نصوص التحقيقات التي أفرجت عنها وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرًا، إن سعوديًّا مجهولًا يشار إليه بصفة "صاحب السمو" شارك في محاولة تجنيده لشن أعمال عنف إرهابية قبل هجمات 11 سبتمبر.

ولفتت الوكالة إلى أن هذه المزاعم الجديدة تأتي رغم أن لجنة 11 سبتمبر خلصت إلى أنه لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار المسؤولين السعوديين بشكل فردي قد دعموا الهجمات، كما أن حكومة المملكة تنفي على الدوام أي دور في هذه المؤامرة، بالإضافة إلى أن المعتقل نفسه أسقطت عنه جميع التهم.

وأضافت أن الشربي -الذي كان يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة بولاية أريزونا الأمريكية- قال للمسؤولين العسكريين إن شخصية دينية في المملكة العربية السعودية استخدم مصطلح "صاحب السمو" خلال محادثة هاتفية مع رجل، قبل أن يحث الشربي على العودة إلى الولايات المتحدة والمشاركة في مؤامرة ضد الولايات المتحدة تنطوي على تعلم قيادة طائرة.

بدون تفاصيل

وكان الشربي عاد من الولايات المتحدة أوائل عام 2001، بعد أن تلقى بعض الدورات في مدرسة لتعليم الطيران في فينيكس مع اثنين من الرجال الذين أصبحوا فيما بعد من بين الخاطفين في هجمات 11/9، وفقًا للوكالة الأمريكية.

ووصف الشربي المحادثة في يونيو الماضي لمجلس المراجعة الدورية، التي تقيم ما إذا كان سجناء جوانتانامو يمكن الإفراج عنهم أم لا، ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية الخميس 15 سبتمبر 2016 نسخة من هذه التقييمات، مع أجزاء مظللة، على الموقع الإلكتروني للمجلس، الذي يضم ممثلين عن 6 وكالات وإدارات أمريكية.

وقالت "أسوشيتد برس"، إن ما قاله الشربي، معقد ويفتقر إلى تفاصيل مهمة، مثل ما إذا كانت هذه "الشخصية الدينية" قريبة من أي من المسؤولين السعوديين أم لا، كما أن هذا مصطلح "صاحب السمو" لا يمكن الاعتماد عليه لتحديد أي من أفراد الأسرة المالكة السعودية كبيرة العدد، وإن هذا المصطلح يستخدم في الإشارة إلى الآلاف من من أفرادها، كما أن الشربي لا يقول إنه التقى الرجل.

وأضافت الوكالة الأمريكية أن الشربي يبدو أنه يعاني من أمراض وحالة عدم اتزان؛ حيث قال للمجلس إنه قد خرج للتو من مستشفى المعتقل، وهو مجهد تمامًا ويشعر بالغثيان والرغبة في النوم العميق، ويستخدم ما يوصف بأنه "جهاز تنفس يدوي".

وأوضحت "أسوشيتد برس" أن كلام الشربي يمكن وصفه بأنه مجرد "إيماءات" ولكن من الصعب اعتبارها قرائن حول احتمال تورط أفراد من المؤسسة السعودية في هجمات 11 سبتمبر.

معتقل بلا تهمة

وكانت السلطات الأمريكية مددت اعتقال الشربي الذي يقبع في جوانتنامو منذ 14 عامًا رغم إسقاط التهم بحقه سابقًا، وجاء قرار تمديد الاعتقال دون تهمة بذريعة أنه لا يزال يمثل تهديدًا أمنيًّا؛ بسبب ماضيه الإرهابي، وأسلوبه العدواني أثناء الاعتقال.

ويعد الشربي واحدًا من 76 سجينًا لايزالون في جوانتنامو، رغم إقرار مجلس المراجعة إطلاق سراح 32 منهم.

وعرف الشربي بأنه مثير للجدل أثناء المحاكمة؛ حيث رفض المحامين الأمريكيين الذين عينتهم المحكمة له، وقال في عام 2006: "جئت إلى هنا لأبلغكم أنني فعلت ما فعلت وأنني مستعد لدفع الثمن بصرف النظر عن عدد السنوات التي ستحكمون بها عليّ". وأضاف: "حتى لو أمضيت مئات السنين في السجن فسيكون أمرًا مشرفًا لي".

صحيفة عاجل الإلكترونية-