علاقات » اميركي

جاستا

في 2016/09/21

جاستا، اسم كبير وفضفاض، ويتجاوز كل ما سمعناه من قبل، كان مجرد السماح للأفراد برفع دعاوى ضد أحداث 11/9، وهي محصورة بحادثة واحدة، ومحصورة في الأفراد، وفي التحاكم إلى المحاكم الأمريكيَّة، بما يُقلِّل من الدور القانوني، والتدخل العسكري.
أضف إلى ذلك التطمينات التي جاءت بأن هناك 28 صفحة مختفية من المذكرة المرفوعة إلى الكونجرس، تمَّ الكشف عنها، والتي تُبرّئ ساحة المملكة العربيَّة السعوديَّة من أي تدخلات تورّطها في أحداث 11/9.
جاستا شيء آخر، ومفهوم أوسع، جاستا مختصر لاسم القانون الجارف (معاقبة الدول الداعمة للإرهاب)، وأين السعودية بالموضوع؟ السؤال مَن الذي سيحكم بأنَّ هذه الدولة، أو تلك، متورِّطة في دعم الإرهاب، ربما نفس الجهة التي تتهم المسلمين اليوم.
الحرب الطاحنة في سوريا، وفي ليبيا كلها تضرب على وتر محاربة الإرهاب، دول عظمى تدير حربًا بالوكالة بحجة محاربة الإرهاب، وتمَّ توسعة هذا الوتر ليشمل اليوم بعد جاستا، كل الدول الداعمة للإرهاب، من وجهة نظر الدول الكبرى.
جاستا يُعتبر نقطة تحوُّل في محاربة الإرهاب، إلى استعداء الدول، تحت غطاء محاربة الإرهاب، مثل موجة التكفير التي انتشرت سابقًا في التسعينيَّات، كل مَن يدعم الكافر فهو كافر، واليوم يقول جاستا: كل مَن يدعم الإرهاب فهو إرهابي.
على كل الدول التي يمكن أن يمسَّها قانون جاستا، التظلُّم إلى هيئة الأمم، لأنَّ اتهام الدول بدعم الإرهاب أسلوب مطاط، يعني تحوُّل العالم إلى غابة، يفتري فيها القوي والكبير على الآخرين، ويتَّهمونهم، وتتحوَّل الكرة الأرضية ساحة للنزال، وإراقة الدماء بحجة مكافحة الإرهاب اليوم، أو مكافحة الداعمين له غدًا.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول الكاتب الأمريكي والتر ليبمان: الامتحان النهائي للقائد هو ما يتركه من أثر إيجابي في الآخرين، ليحملوا رسالته من بعده.

مازن عبد الرزاق بليلة- المدينة السعودية-