نشرت صحيفة ناتشينال إنتيريست الأمريكية مقالاً للكاتب منصور المرزوقي، أوضح فيه أن مشروع قرار منع بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية الذي تبناه عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي يضر بالمصالح الأمريكية بالمنطقة.
وأشار الكاتب إلى أن تصويت أربعة أعضاء في الكونغرس مؤخراً لمصلحة مشروع قانون بشأن منع بيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.15 مليار دولار، كان بسبب الصراع في اليمن والوضع الإنساني المتدهور، فضلاً عن الضرر بالأمن القومي الأمريكي.
لكن الكاتب يرى أن هذه مجرد تبريرات لا معنى لها؛ إذ إن المملكة العربية السعودية كانت حريصة على حماية المدنيين فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي تقدمها لليمن، كما أن مشروع القانون يهمل السياق الاستراتيجي الذي تم فيه تشكيل تحالف عربي تحت قيادة الرياض وتدخلها في اليمن، إضافة إلى أنه من الأهمية الأساسية للأمن القومي الأمريكي أن يكون لليمن حكومة مركزية قوية ومستقرة وكذلك بنية دولة فاعلة، وهذا ما يهدف إليه التحالف العربي في اليمن.
وأوضح الكاتب أن مشروع القانون يهمل السياق الاستراتيجي الدولي والإقليمي والداخلي الذي قاد المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف عربي والتدخل في اليمن، إذ بعد أن غيرت واشنطن من سياستها تجاه إيران وخلق فراغ استراتيجي في الشرق الأوسط، بات حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بأن واشنطن لم تعد حليفاً موثوقاً به، وأنه ليس لديهم خيار سوى أن يأخذوا زمام الأمور في أيديهم.
وعزز هذا السياق الدولي تهديدات خطيرة في الشرق الأوسط، لا سيما التوسع الإيراني عن طريق الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل جماعة عصائب أهل الحق في العراق وحزب الله في لبنان، وخلية العبدلي في الكويت، والحوثيين في اليمن، معتمدة على الطائفية كأداة.
وتابعت الصحيفة أن "السياسة الإيرانية تعتمد على تصنيف الدول القومية في العالم العربي إلى طوائف (سنة وشيعة)، وبهذه الطريقة فقط يمكن لإيران أن تمارس تأثيراً كبيراً في السياسة الداخلية لكل دولة عربية، ومن ثم التأثير على السياسة الخارجية، كما أصبحت بعض الحكومات الغربية، دون وعي، عنصراً فاعلاً في خدمة التوسع الإيراني".
ونظراً للفراغ الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وخطر التوسع الإيراني، فإن الموقف الاستراتيجي السعودي الجديد الذي يعتمد على التصعيد تجاه إيران، أمر لا مناص منه للحفاظ على أمن الرياض، وقد أصبح التعاون مع الولايات المتحدة على أساس تبادل قصير الأجل من الفوائد والمفاوضات المتجددة، والذي تحول الآن إلى "النفط مقابل الأمن"، حسب الكاتب.
ويرى الكاتب أن الحرب التي يخوضها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن لا تضر بالمصالح الأمريكية؛ بل على العكس فإنها تضمن الحماية الأمنية للرياض وحلفائها ومعها الأمن والمصالح الأمريكية.
صحيفة ناتشينال إنتيريست-