من مستنقع بالكونغرس الأمريكي إلى ترقب إقليمي ثم عالمي لفوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، أشار سعد بن طفلة العجمي، وزير الإعلام الكويتي السابق، إلى مخاوف العالم كله، باستثناء روسيا، من فوزه.
وقال العجمي في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، إن الترقب الآن هو سيد الموقف، ليس فقط في منطقة الخليج، فالكنديون والمكسيكيون أقرب إلى أمريكا من الخليج، وهم قلقون على اتفاقية التجارة النافذة حالياً، كما أنهم قلقون من إقدام أمريكا بعد فوز ترامب من بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وفرض إتاوة مكسيكية ثمن هذا الجدار.
ويشترك الخليج في الترقب العالمي لفوز ترامب، حيث قال العجمي إن ما كان يقوله ترامب أثناء الحملة الانتخابية كان بهدف الوصول إلى الرئاسة، باعتباره خطاباً شعبوياً عنصرياً يستهدف به الحصول على الصوت الأبيض، وهم الغالبية العظمى في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تحقق.
واعتقد العجمي أن المرشحين دوماً يقولون شيئاً وينفذون أشياء أخرى حال وصولهم إلى الموقع التنفيذي، وهو موقع المسؤولية.
وأضاف أنه لا يعتقد أن ترامب أو غير ترامب يمكن أن ينفذ كل ما يقوله في الحملات الانتخابية، غير أنه رجح وجود نفَس جديد داخل الولايات المتحدة الأمريكية بقدوم ترامب.
وحول التوتر بين دول الخليج وإيران، واحتمال تغير هذا التوتر الناشئ بوصول ترامب للحكم بأمريكا، عبَّر العجمي عن اعتقاده بأن التوتر بين الطرفين يمكن أن يزول بتغير السياسة الخارجية الإيرانية، وليس بوصول ترامب للحكم بأمريكا.
وأشار العجمي إلى أن إيران لو لم تكن تسعى إلى الهيمنة وتوتير المنطقة، والتدخل في شؤون المنطقة العربية، لما كان هناك توتر في العلاقة أصلاً، بغض النظر عمن يأتي إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، غير أن ترامب لم يُظهر حتى الآن في خطاباته الود الذي كان يظهره كيري أو أوباما نفسه أثناء خطابه الموجه لإيران، ما يجعلنا ننتظر لنرى المؤشرات.
وأشار العجمي، في حديثه هاتفياً لـ "الخليج أونلاين"، إلى أن القلق العالمي من فوز ترامب امتد ليصل إلى دولتي كوريا الجنوبية واليابان، وذلك خوفاً من تخلي أمريكا بإدارتها الجديدة، عن حمايتهما، وهو ما تلاشى بمكالمة هاتفية جرت، الأربعاء، بين ترامب ورئيس كوريا الجنوبية، حيث أكد التزام واشنطن بالحماية، وقد تساءل الوزير الكويتي السابق عن مغزى هذا التأكيد، وهل تم بشروط أم بغير شروط.
وأشار العجمي إلى أن فرنسا بدورها أبدت قلقاً، مشيراً إلى التهنئة الفرنسية المشروطة بعد فوز ترامب، فضلاً عن مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالتزام واشنطن بالمبادئ الأساسية بين أمريكا وأوروبا.
وأكد العجمي قلق إيران إزاء تهديد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي، مضيفاً أنه ثمة قلق بيئي عالمي من احتمال إلغاء ترامب لاتفاقية باريس، فضلاً عن القلق في الناتو، بعد مطالبة ترامب أثناء حملته الانتخابية، من دفع الناتو أكثر، وزيادة مساهمته، وإلا فإن واشنطن ستتخلى عنه.
وأكد العجمي، في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، أن الترحيب الوحيد الذي كان واضحاً هو ترحيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفوز ترامب، وأن الرجلين عبرا عن إعجابهما المتبادل في شخصيتهما، ما يعد استثناءً وحيداً في القلق الذي يعتري العالم حالياً.
واستشهد العجمي بتهديد ترامب لمؤسسة الدولة، وهو مؤسسة السلطة التشريعية، وقد سماها بـ "المستنقع"، مهدداً بتجفيف ذلك المستنقع، ومن ضمن ذلك الكونغرس، وهدد الإعلام متوعداً إياه، وهو ما يخالف توقعات بعضهم بصعوبة أن تكون في مواجهة الإعلام، ما أكد أن القلق من وصول ترامب إلى رئاسة الحكومة في واشنطن شمل جميع المستويات، حتى داخل الدولة الأمريكية نفسها، معتقداً أن ترامب المرشح ليس هو ترامب الرئيس.
محمد عبّود - الخليج أونلاين-