علاقات » اميركي

‏الخطة السعودية تتهاوى في سوريا واليمن ومصر ‏وهزيمة منكرة من إيران

في 2016/12/09

قالت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، إن ‏الخطة السعودية تتهاوى في سوريا والعراق واليمن ولبنان ومصر، علاوة على تعرضها لهزيمة منكرة لمعركتها النفطية مع إيران، وذلك بعد مرور عام على أماني سعودية بتحقيق طموحات في هذه الملفات.

وأوضحت المجلة في تقرير لها، أنه مع شهر يناير/كانون ثان من العام الجاري، أعلن ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، والذي قالت المجلة إنه المدير الفعلي لشؤون المملكة، عن سياسة خارجية أكثر جرأة لبلاده تجاه العديد من الملفات.

وأضافت أن «بن سلمان»، أعلن بشكل واضح دعم بلاده للمعارضة السورية، كما حاول التحكم في اختيار الرئيس اللبناني الجديد حتى لا يأتي مواليا لـ«حزب الله» الموالي لإيران، وفي اليمن تحدث جنرالات ولي ولي العهد الذي يرأس وزارة دفاع بلاده، عن انتصار وشيك في صنعاء وقرب السيطرة عليها.

أما بخصوص إيران والملف النفطي، فقد عمد ولي ولي العهد السعودي، وفق المجلة، على إغراق سوق النفط بالاستمرار في زيادة الانتاج وعدم الرضوخ لمطالب خفضه وفقا لرغبات «أوبك»، آملا في أن يقود ذلك إلى التأثير على الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد بشكل كبير على النفط، مما قد يقود طهران إلى «الإفلاس».

وفي العراق، خطط الأمير السعودي الشاب، لاختراق هذا الملف آملا في التأثير في السياسة العراقية الجديدة التي يقودها الشيعة، الذين يهددون المملكة بين الحين والآخر، ووصل الأمر إلى إرسال سفير سعودي إلى بغداد، للمرة الأولى منذ 25 عاما.

غير أنه وبعد أن شارف العام على نهايته ونحن في شهره الأخير، بحسب المجلة، فإن المملكة وجدت نفسها تتراجع على كافة الجبهات، فقد سحبت سفيرها من العراق، هربا من سيل من الإهانات من السياسيين الشيعة الذين يولون وجههم شطر إيران، فيما شددت قوات النظام السوري والداعمين لها من الروس والإيرانيين للمعارضة السورية في حلب وأصبحت المدينة على ةشك السقوط في إيديهم.

وفي الملف اللبناني، تنازل السعوديون واضطروا إلى تفضيل الرئيس اللبناني الذي لا يخفي موالاته لإيران، وخلال اجتماع أوبك يوم 30 نوفمبر/تشرين ثان الماضي بفيينا، وافقت المملكة على تحمل النصيب الأكبر من خفض الإنتاج في محاولة لاستعادة الأسعار، في حين تركت إيران رفع إنتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات.

أما في اليمن، فيبدو أن «الحوثيون» خصوم المملكة، مصممون على عدم السماح للسعودية بتحقيق أي انتصار مشرف، حيث يتوالى قصفهم للمناطق الحدودسة السعودية، مع سقوط قتلى وجرحى، كما أعلنوا مؤخرا عن حكومة جديدة من طرف واحد، موازية للحكومة اليمنية الشرعية، في خطوة تعقد الوصول لحل.

ونقلت المجلة عن مسؤول إيراني قوله، إن اليمن أصبح فيتنام المملكة العربية السعودية، وأصبح تعاني من «نزيف في هيبتها العسكرية والدبلوماسية».

وقالت المجلة إن الأمر لم يتوقف على التراجع على مستوى المواجهات المباشرة الدبلوماسية والعسكرية، ولكنه وصل أيضا إلى فقدان المملكة لما يسمى بـ«القوة الناعمة» في المنطقة، حيث تراجع سعيها لتشكيل محور سني في المنطقة، وفقدت بعض حلفائها السنة التقليديين وعلى رأسهم مصر ورئيسها «عبد الفتاح السيسي»، الذي توترت العلاقات معه مؤخرا على خلفية توقف شحنات النفط السعودية لمصر، على وقع أزمة الميل المصري إلى النظام السوري.

«إيكونومست»- ترجمة وتحرير: بهاء العوفي- الخليج الجدبد-