علاقات » اميركي

هل يستطيع تنظيم الدولة استهداف المصالح الأمريكية في دول الخليج؟

في 2016/12/10

كانت البحرين منذ فترة طويلة بؤرة للتوتر الطائفي بين الأقلية السنية الحاكمة والأغلبية الشيعية في البلاد، ولاسيما منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة في فبراير/شباط 2011. هذا الصيف، عززت قوات الأمن في البحرين من حملتها ضد المعارضة السياسية. وتسبب إغلاق جمعية الوفاق الإسلامية في موجة من الاعتصامات والمظاهرات لدعم زعيم المجموعة. على أمل الاستفادة من هذه المشاعر الشعبية، أصدرت الدولة الإسلامية شريط فيديو يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول. ودعا التنظيم السنة إلى مهاجمة الشيعة المحليين والقوات الأمريكية المتمركزة في البحرين وكذلك مهاجمة أهداف في المملكة العربية السعودية. وجاء وقت بث الشريط متزامنا مع اليوم الأول من قمة مجلس التعاون الخليجي رفيعة المستوى في البحرين.

وعلى الرغم من أن الدولة الإسلامية تدعي مسؤوليتها عن شن هجمات في كثير من أنحاء العالم، فإنها تعتمد على قواعد مناصريها ومجموعات المتطوعين للقيام بعمليات خارج الأراضي الأساسية في سوريا والعراق. وقد مارست دول الخليج مثل السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ضغوطا كبيرة على أنصار التنظيم من أجل وقف هذه العمليات. سوف يكون على المجندين الآن التغلب على الكثير من العقبات التي تعترض طريقهم من أجل تنفيذ أي هجمات، وبخاصة ضد الأماكن الحصينة مثل القواعد العسكرية الأمريكية.

في سبتمبر/أيلول 2014، انضمت البحرين إلى التحالف الدولي الذي يقوم بشن هجمات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقد قام التنظيم في المقابل بالدعوة إلى شن هجمات على الدول الأعضاء في التحالف، بما في ذلك إطلاق عدة دعوات لتوجيه ضربات إلى أهداف بحرينية كان أبرزها في يناير/كانون الثاني، ويوليو/تموز، وديسمبر/كانون الأول 2015.

أشارت هذه الدعوات إلى الشيعة كأهداف، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر. وبطبيعة الحال، دعا التنظيم إلى شن هجمات ضد تركيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية كذلك في الأسابيع الأخيرة. لكن المتشددين يضربون فعليا حين يكون لديهم القدرة على القيام بذلك، وليسوا في حاجة لانتظار تعليمات من القنوات الدعائية للدولة الإسلامية.

بلا شك، فإن المتعاطفين مع الدولة الإسلامية لديهم الرغبة في مهاجمة الأهداف الأمريكية والمحلية في البحرين، ناهيك عن القيادة المركزية الأمريكية في قطر والوافدين من الدول الغربية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. تشير الحوادث المتفرقة في دول الخليج إلى وجود جهد متواصل ولكنه غير فعال لاستهداف الغربيين. هناك الهجوم بسيارة ضد مواطن أمريكي في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015، وهجوم آخر بسكين ضد مدرس أمريكي في أبوظبي في عام 2014. ادعت الدولة الإسلامية أيضا مسؤوليتها عن الهجوم على موظفي الخدمة الأمريكيين في الكويت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إذا قام مقطع الفيديو الجديد بمهمته في إلهام المتشددين في التجمع من أجل شن هجوم، فإنه من المرجح أن يكون هجوما بدائيا ضد أحد الأهداف السهلة. المنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك قاعدة الأسطول الخامس الأمريكي، تقع تحت حراسة أمنية مشددة، ويتم تقييد حركة الأفراد خلالها من أجل منع وقوع مثل هذا النوع من الهجمات. التهديد الأكثر إلحاحا للقاعدة البحرية الأمريكية في البحرين ينبع من الاحتجاجات التي تغذيها الصراعات الإقليمية المتواصلة بين دول الخليج وإيران.

ستراتفور- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-