ما إن تقع جريمة إرهابية في أي مكان في العالم إلا وتجد المسلمين في كل أنحاء العالم يضعون أيديهم على قلوبهم خشية أن يكون من قام بتلك الجريمة مسلمًا أو ينتمي إلى الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الأعداء تمكنوا من إيجاد منظمات إرهابية كالقاعدة وداعش وأخرجوهم للعالم أنهم ينتمون للعالم الإسلامي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، فقد أصبح إلقاء التهم على المسلمين أمرًا يسيرًا من خلال تلك المنظمات الإرهابية والتي تبادر في كثير من الأحيان بالإعلان عن مسؤوليتها عن الحادث.
مؤخرًا قام مهاجم يرتدي قميصًا عليه رسم لحرب النجوم بالسفر من الآسكا إلى فلوريدا وبعد النزول في مطار لورديل كان يحمل في حقائبه بندقية نصف آلية وذخيرة وقام بحشو مخزن تلك البندقية في حمام المطار بعد استلام أمتعته ثم قام بإطلاق النار في صالة المطار مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وقد أعلنت المصادر الإعلامية أن المهاجم اسمه إستبيان سانتياغو وعمره 26 عامًا وقد خدم في الجيش الأمريكي في العراق وانتهت خدمته العسكرية في أغسطس العام الماضي وقد تم تسريحه من العمل لضعف أدائه كما أضافت بأن المشتبه به «ربما يعاني من اختلال عقلي خاصة وأنه ذكر أن الحكومة تسيطر على تفكيره وتصرفاته إلى درجة أنها دفعته من خلال ذلك إلى أن يتصفح أشرطة فيديو جهادية « .
نتيجة التحقيقات الأولية متوقعة فكما هو معتاد فإن كان مرتكب الحادث مسلمًا فيصبح الحادث إرهابيا ومرتكبه إرهابيا وله صلة بتنظيم داعش وبناءً على ذلك وبعد عدة ساعات يصدر ذلك التنظيم الذي أعلن بأن المتهم ينتمي له مسؤوليته عن الحادث وإن مرتكبه من أعضائه، أما إن كان مرتكب الحادث من سكان نفس البلد ومواطنيها ولم يكن مسلمًا فتبادر تلك السلطات بالإعلان بأنه محتمل أن يكون مختل عقليًا ويتلقى علاجًا نفسيًا وليس له أي ارتباط بتنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية.
على الرغم من الألم الذي يعتصرنا جميعًا على موت الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وعلى الرغم من شجبنا واستنكارنا لمثل هذه الحوادث الإرهابية وعدم القبول بها مهما كانت الأسباب المؤدية لها وبغض النظر عن مرتكبيها إلا أن هذا الأسلوب الذي أصبح متوقعًا باستمرار يدعو إلى أن يكون للجهات الإعلامية في العالم الإسلامي وقفة جادة تجاه مثل هذه الحملة لتشويه الإسلام والمسلمين.
لا جدال بأن هناك ارهابيين ومجرمين في العالم الإسلامي وليس الهدف هو أن نبرئ العالم الإسلامي من أي عمل إرهابي ولكن في المقابل لا يجب أن نسمح للأعداء بأن يتمكنوا من تشويه صورة الإسلام والمسلمين والحكم عليهم جميعًا بكونهم إرهابيين مما يساهم في زيادة الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين وتشويه صورتهم في جميع أنحاء العالم.
إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-