علاقات » اميركي

«تسريبات العتيبة» تفضح ترويج الإمارات لنقل القاعدة الأمريكية من قطر عبر مقالات مدفوعة الأجر

في 2017/06/05

كشفت الوثائق التي تمكن قراصنة من الاستيلاء عليها بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» عن حجم الحملة الضارية التي تقودها أبوظبي للتحريض ضد الدوحة في واشنطن.

وكشفت رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين «عتيبة» وبين «جون هانا» نائب مستشار نائب الرئيس الأمريكي الأسبق «ديك تشيني» لشؤون الأمن القومي، يعود تاريخها إلى أواخر إبريل/نيسان من هذا العام، فصلا جديدا من فصول هذه الحملة.

واشتكى «هانا» في رسالة وجهها إلى «عتيبة» أن قطر، الدولة الخليجية المنافسة للإمارات العربية المتحدة، تستضيف اجتماعا لحماس في فندق مملوك للدولة في الدوحة، قبل أن يجاب «عتيبة» عليه بأن هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية، وأن القضية الحقيقية من وجهة نظره ليست الاجتماع، ولكنها القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، التي يرى عبيدة أنها تمنح الدوحة الكثير من النفوذ. قبل أن يقوم «عتيبة» بتحريض «هانا» على تبني نقل القاعدة بالقول ساخرا: «عليكم أن تقوموا بنقل القاعدة وسوف نقوم بنقل الفندق». (مرفق..صورة ضوئية للرسائل المتبادلة بين عتيبة وهانا).

ويتمتع «هانا» فيما يبدو بعلاقة شخصية مع «العتيبة»، وسبق لهما أن تبادلا رسائل بريد إلكتروني للتنسيق حول الأنشطة التي تتبناها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية يعمل بها «هانا»، وهي تابعة للمحافظين الجدد، وتتلقى تمويلا من رجل أعمال مقرب من (إسرائيل). وتدعم أبوظبي لتبني أجندة معادية لقطر وقناة الجزيرة. (اقرأ المزيد من هنا).

شراء الإعلام الأمريكي

وكان مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال منتصف أبريل/نيسان قد شن هجوما على دولة قطر، واصفا إياها بـ«الشريك المريب» للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه رغم استضافة قطر قاعدةً جوية هامة، لكنّها أيضًا تقوض الأمن الأمريكي ​​من خلال رعاية «التطرف الإسلامي»، على حد تعبير الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الغارات الجوية التي يشنها التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية يتم قيادتها من داخل المركز الحيوي الأمريكي في القاعدة الجوية في قطر، والتي تقدم الدعم أيضًا للمهام في أفغانستان. إلا أن الصيفة ادعت أن الدوحة تدعم بعض الجماعات التي تُستخدم القاعدة لشن الغارات عليها، على حد وصفها.

وقالت الصحيفة إن الدوحة ضخت مليارات الدولارات في حكومة الإخوان المسلمين، «المتشددة» على حد تعبيرها، لدعم الرئيس المصري السابق «محمد مرسي»، الذي حث أنصاره على «تربية أطفالهم وأحفادهم على كراهية الصهاينة واليهود». كما قدمت قطر ملاذًا آمنًا لكثيرٍ من قادة الإخوان بعد الحملة الأمنية التي شنها النظام المصري ضدهم.

وفي تطور مثير دعت الصحيفة الرئيس «ترامب» إلى نقل مقر القيادة الأمريكية والأصول الحيوية من قطر داعيا إلى توجيهها  إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وصفتها الصحيفة أنها وجهة منطقية نظرا لجهودها في مواجهة الإرهاب على حد وصف الصحيفة.

ورصد الصحفي البريطاني «ديفيد هيرست» في مقال له أمس الجمعة 14 مقالا نشرتها صحف أمريكية كبرى تهاجم قطر خلال الشهرين  الماضيين، وهو ما وصفه الصحفي البريطاني أنه «معدل مريب» بالنسبة إلى دولة لم تذكر بهذا المعدل في وسائل الإعلام الأمريكية منذ سنوات.

وكان الصحفي البريطاني «غلين غرينوالد» قد كشف في وقت سابق من عام 2014، في تقرير له نشره موقع «ذا إنترسبت» قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتوظيف صحفيين أمريكيين لشيطنة الحكومة القطرية واتهامها بتمويل «الإرهاب».

قال الصحافي «غرينوولد» إن قطر الإمارة الصغيرة والثرية جدا في الخليج الفارسي، باتت عدوا مستهدفا من قبل دولتين تتمتعان بنفوذ كبير في الولايات المتحدة الأمريكية: (إسرائيل) والإمارات.

وقال التقرير إن الإمارات كانت غاضبة من قطر بسبب دعمها للإسلاميين في مصر وليبيا. وأضاف أن هذا العداء تمخض عن حملة جديدة في الغرب لشيطنة القطريين، وتصويرهم على أنهم الداعم الأهم للإرهاب.

وقامت الإمارات بدفع ملايين الدولارات لمؤسسة ضغط سياسي (لوبي) تتكون من مسؤولين كبار سابقين لدى الخزانة الأمريكية من الحزبين، بهدف تمرير قصص إخبارية مناهضة لقطر إلى الصحافيين الأمريكيين.

وأشار مقال نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» للكاتب «دافيد كيركباتريك» في نفس العام، أن هناك «تحالف مصالح غير متوقع بين كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل يسعى لتصوير الدوحة كما لو كانت عرابا للإرهابيين في كل مكان».

وتعاقدت الإمارات العربية المتحدة مع مؤسسة استشارية أمريكية اسمها كامستول غروب، يعمل فيها عدد من المسؤولين السابقين في وزارة الخزانة الأمريكية. وتشير الأوراق الرسمية للمؤسسة، والمسجلة على أنها وكيل أجنبي، إلى نمط متكرر من المحادثات مع الصحفيين الذين ما لبثوا أن كتبوا مقالات ناقدة لقطر تتهمها بلعب دور في جمع الأموال للإرهابيين.

ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة فقط. فقبل عامين، نشرت صحيفة صنداي تليغراف البريطانية 7 مقالات متتالية اتهمت فيها قطر بتمويل الإرهاب،  مستندة إلى معلوما منقولة عن أكاديمي يدعى «لورينزو فيدينو» عمل لحساب مركز «المسبار للبحوث والدراسات»، وهو مركز دراسات متخصص يتخذ من دبي مقرا له.

وجدير بالذكر أن الإمارات العربية المتحدة تدفع أكثر من أي بلد آخر في العالم من أجل التأثير على السياسة الغربية وعلى النقاش السياسي المحلي، وهي تفعل ذلك من خلال تشغيل كبار المسؤولين الحكوميين الذين عملوا معها وتوظيف الصحفيين لتأييد سياساتها.

وكالات-