أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا عاما غير عادي للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء بسبب خلافهما الدبلوماسي مع قطر، منوهة أن السعودية ربما تكون أثارت أزمة وسحبت الولايات المتحدة إليها بناء على ادعاءات كاذبة.
وقال المتحدث باسم الوزارة «هيذر نويرت» أن الإدارة صارت متخوفة أنه بعد أسبوعين من إعلان الحظر الدبلوماسي والاقتصادي المفروض على قطر بسبب مزاعم دعمها للإرهاب، لم تفصح السعودية والإمارات بعد عن شكاويهما.
وقال «نويرت»: «كلما زاد ذلك الوقت، يثار المزيد من الشك حول الإجراءات التى اتخذتها السعودية والإمارات».
وتابع بالقول: «يطرح التباطؤ سؤالا حول إذا ما كانت الإجراءات تتعلق بمخاوفهم من دعم قطر المزعوم للإرهاب أم أنها تدور حول الخلافات التي طال أمدها بين دول مجلس التعاون الخليجي».
وقد أعلن الحصار بعد وقت قصير من مغادرة «ترامب» الشهر الماضي للمملكة العربية السعودية، المحطة الأولى في رحلته الأولى إلى الخارج، حيث تلقى ترحيبا باهرا. والتقى «ترامب» خلال هذه الزيارة بشكل منفرد مع قادة دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، كما التقى بشكل مجمع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ووقع اتفاقا للوحدة معهم.
وفي غضون أيام من مغادرته، أعلنت المملكة العربية السعودية حصار قطر. وغرد «ترامب» دعما للحصار قائلا إن دول الخليج الأخرى أشارت في محادثاتها معه إلى قطر كمصدر لتمويل الإرهاب. وأشار إلى أن زيارته للرياض كانت مصدر إلهام للعمل الذي تقوده السعودية.
بيد أن «تيلرسون» ووزير الدفاع «جيم ماتيس» دعوا إلى الوساطة وحل سريع للنزاع، حيث تستضيف قطر المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية وتطلق عمليات جوية الى سوريا والعراق وأفغانستان من قاعدة ضخمة هناك.
ودعا «تيلرسون» في بيان صحفي لوزارة الخارجية في 9 يونيو/حزيران إلى تخفيف الحصار قائلا إنه يسبب صعوبات إنسانية وتجارية، ويعوق الأعمال العسكرية الأمريكية ضد الدولة الإسلامية.
وفي نفس اليوم، قال «ترامب» في مؤتمر صحافي إن الحصار «صعب ولكنه ضروري»، ويبدو أنه كان يعزز دعمه للرأي السعودي حول المسؤولية القطرية.
وفي الأسبوع الماضي، استضاف «ماتيس» وزير الدفاع القطري هنا لإنهاء بيع 36 طائرة مقاتلة من طراز إف 16 بقيمة 12 مليار دولار. وقد قامت سفينتان بحريتان أمريكيتان بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة واشتركتا في تدريبات عسكرية غير مقررة مع قطر.
وفى اجتماع على مستوى عال فى البيت الأبيض حول الأزمة يوم الجمعة، أعرب المسؤولون عن شعورهم بالإحباط إزاء فشل السعودية، والإمارات في تقديم قامة بمطالبهم من قطر. . وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث أمس الثلاثاء طالبا عدم ذكر اسمه «لقد مر أسبوعان ولم نر هذه القائمة بعد».
على مر السنين منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، اتهمت وزارة الخزانة تقريبا جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي بدعم الإرهاب بطريقة ما.حاولت ثلاث إدارات متعاقبة في الولايات المتحدة التعامل مع هذه القضية، مع نجاح متفاوت.وعلى الرغم من أن أيا من الحكومات لا يعتقد الآن أنها تمول الجماعات الإرهابية، إلا أن المملكة العربية السعودية تواصل نشر نسختها المتطرفة من الإسلام في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في حين أن أفراد ينتمون إلى الكويت وقطر يقعون في دائرة الاتهام بتمويل هذه الجماعات.
ورغم أن «تيلرسون» ألغى جدول أعماله الأسبوعي كاملا للتفرغ لأزمة، فإنها لا تزال مستمرة. وتظهر إدارة ترامب كبيدق في نزاع قديم حول السلطة والاستبداد والعنف في العالم العربي.
واعترضت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة على دعم قطر الأكثر ليبرالية للإسلام السياسي، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. كما استخدمت قطر ثروتها، باعتبارها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، لدعم جماعات مثل حماس.
وعلى الرغم من أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي هي أعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، وأن قطر كانت جزءا من الحملة السعودية والإماراتية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، فإن قطر تؤيد أيضا الحوار مع إيران، وهي الدولة الشيعية التي تعتبرها السعودية منافسها الرئيسي.
وقال «يوسف العتيبة»، السفير الإماراتي لدى واشنطن، في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي للصحفيين، إن «ترامب» له «أسهم» مختلفة في المنطقة عن «تيلرسون» و«ماتيس»، الذين يريدون الحفاظ على الحرب ضد الدولة الإسلامية من قاعدة قطر. وأكد «العتيبة» أنه تم التأكد من انه لن يتم اتخاذ أي إجراء يعرقل العمليات العسكرية الأمريكية..
واشنطن بوست- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-