علاقات » اميركي

بن سلمان "ضعيف" واختار البلد الخطأ لمعركته الجديدة

في 2018/08/10

مجلة "الفورين بوليسي" الأمريكية- ترجمة منال حميد-

بهذا العنوان كتب ستيفن كوك، الباحث المتخصِّص بشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، مقالاً في مجلة "الفورين بوليسي" الأمريكية، مؤكّداً أن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، "اختار البلد الخطأ" لمعركته هذه المرة، ليس لأنّ كندا دولة قويّة؛ ولكن لأنها قرَّرت أن المعارضة السلميَّة ليست جريمة.

وتساءل الكاتب: "لماذا هذه الإجراءات السعودية ضد كندا؟ هي لم تسئ للإسلام، ولم تفرض عقوبات على دول إسلاميَّة، ولم تتدخَّل بقضيَّة الحوثيين في اليمن".

وكثيراً ما كانت كندا في سياساتها على النقيض من الولايات المتحدة، وكانت صوتاً قوياً في الدفاع عن الإنسان وحقوقه، في ظلّ حكومة برئاسة جوستن ترودو.

كل ما فعلته كندا هو تغريده طالبت فيها بالإفراج الفوري عن نشطاء حقوق الإنسان، ومن ضمنهم سمر بدوي الكندية الجنسية، وهو أمر يتوافق تماماً مع مبادئ الحكومة الكندية وقواعد النظام الليبرالي وحتى النظام الدولي.

وترى السعودية -وفقاً لتصريحات مسؤوليها- أن ما قامت به كندا هو تدخّل في شؤونها الداخليّة، وانتهاك صارخ للسيادة السعودية، وربما كان البعض يتوقَّع أن مثل هذا الردّ قد يصدر من نظام مثل النظام المصري؛ الذي يكره المجتمع المدنيّ والناشطين ومؤيّديهم الدوليين، ولكن القاهرة لم تطرد سفيراً أو تُلغِ منحاً دراسيّة لطلابها ولم تقم بغيرها من الإجراءات، رغم كثرة انتقادات المجتمع الدوليّ لأوضاع حقوق الإنسان فيها، بحسب الكاتب.

ويتابع كوك: "هناك الكثير من النظريات التي تحاول تفسير ردّة الفعل السعودية على التغريده الكندية؛ فبعض المحلِّلين يعتقدون أن هذه الإجراءات مثال آخر على السياسة السعودية الطائشة تحت حكم محمد بن سلمان، ويرى آخرون أن هذه الإجراءات إنما هي رسالة أخرى للسعوديين بأن الإصلاحات هي إصلاحات وليّ العهد، وأيّ مطلب آخر بمزيد من الإصلاحات سيجد غضبةً حكوميةً، حتى لو تسبَّب ذلك بقطع العلاقات مع الدول، وفي كلتا الحالتين فإن ما يمكن أن تخرج به في كلّ مغامرة جديدة لولي العهد السعودي هو ذاته؛ وهو أن هذا الرجل متوتّر ومتهوّر وغير ناضج وطاغية".

غالباً ما يشتكي السعوديون من أنهم لا يحصلون على الدعم الكافي من قبل واشنطن، وتحديداً من قبل الإعلام الأمريكي، وهو أمر صحيح إلى حدٍّ كبير، كما يقول الكاتب.

ويقول: "يمكن ملاحظة ذلك من خلال زيارة محمد بن سلمان الطويلة للولايات المتحدة، حيث شنَّت الصحف الأمريكية عاصفة من الانتقادات، وكانت التغطية الإخبارية سلبيَّة بشكل واضح، ولكن هذا أمر مفهوم؛ ففي نوفمبر من العام 2017، احتجزت الرياض رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وذلك بعد الحرب الوحشيَّة المستمرَّة على اليمن، وأيضاً الحصار الذي لا طائل من ورائه الذي فرضته السعودية على قطر".

ويختم ستيفن كوك مقاله بتأكيد أن ولي العهد السعودي "اختار البلد الخطأ لمعركته هذه المرة؛ ليس لأن كندا قويّة، ولكن لأنها اختارت موقفها الثابت؛ وهو أنّ المعارضة السلميَّة ليست جريمة، فالسعودية اليوم المتباهية بإجراءاتها ضد أوتاوا عليها أن تعتذر عن سلوكها المتهوّر".