(بي بي سي)
ييوما بعد يوم يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لغة خشنة ربما تعوزها تلك الدبلوماسية، التي كان يتحدث بها رؤساء أمريكيون سابقون، ويخص ترامب حلفاءه في الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، بالقدر الأكبر من هذا الحديث الخشن المتتالي، والذي يصل إلى حد وصف البعض له بلغة بالابتزاز.
آخر ما ورد في هذا المجال، هو ما جاء في حديث الرئيس الأمريكي، أمام تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسبي، الثلاثاء 2 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قال إنه حذر العاهل السعودي الملك سلمان، من أنه لن يبقى في السلطة "لأسبوعين" دون دعم الجيش الأمريكي.
وأضاف ترامب "نحن نحمي السعودية، ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. لكني قلت: أيها الملك نحن نحميك وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشنا ".
وتعد هذه المرة الثانية خلال أسبوع التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي عن فحوى مكالمة هاتفية جرت بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وكان قد كشف يوم السبت الماضي أيضا في تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا عن فحوى تلك المكالمة للمرة الأولى مستخدما نفس الأسلوب في الحديث عن حليفه القوي السعودية.
وكان ترامب قد قال السبت أمام حشد من مؤيديه "أنا أحب السعودية وقد أجريت مع الملك سلمان هذه الصباح حديثا مطولا، وقلت له إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، والله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة في حالة تعرضت لهجوم".
ومضى ترامب يقول: "قلت له: أيها الملك ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه".
وحتى قبل وصوله إلى السلطة، وخلال حملته الانتخابية، كان الرئيس الأمريكي قد عبر عن نواياه، في الحصول على أموال من الخليج والمملكة العربية السعودية، مقابل ما يردده دوما عن توفير الحماية الأمريكية لهذه الدول.
فقد وصف ترامب في إحدى خطاباته، إبان حملته الانتخابية السعودية بالبقرة الحلوب، وأنه متى جف حليبها سيتم ذبحها. وذلك في إشارة منه إلى أن السعودية تملك أموالا طائلة.
لكن ترامب استقبل استقبالا حافلا، لدى زيارته الأولى للرياض، والتي كانت أول زيارة يقوم بها للخارج في مايو من العام الماضي ، بعد تسلمه السلطة رئيسا للولايات المتحدة، وقد تمكن ترامب خلال تلك الزيارة، من توقيع اتفاقات عسكرية مع الرياض وصلت قيمتها إلى 460 مليار دولار.
ورغم حصول واشنطن من الرياض على هذه المبالغ الضخمة ،في صورة عقود واتفاقات عسكرية، إلا أن ترامب ومنذ ذلك الوقت يواصل خطابه الخشن، تجاه السعودية مطالبا إياها بدفع المزيد، مقابل ما يسميه بالحماية الأمريكية لها، فيما يراه مراقبون نهجا سيستمر لفترة طويلة في ظل عدم ظهور أي دلائل على احتجاج سعودي.
ويزيد ترامب في الفترة الأخيرة من ضغوطه على السعودية، كواحد من أكبر منتجي النفط في العالم، ضمن ضغوط على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي يطالبها بخفض سعر الخام، وقد تجاهلت المنظمة دعوته، لخفض أسعار النفط في اجتماعها الأخير، وهو ما دفع ترامب للتعبير مجددا عن عدم رضاه عن أوبك ودول الشرق الأوسط، قائلا إن َ مجموعة الدول المنتجة للنفط تتسبب في ارتفاع الأسعار، بينما تستفيد من حماية الجيش الأميركي.
وبعيدا عن علاقة ترامب بالرياض، تثير تصريحات الرئيس الأمريكي حيرة كثيرين، خاصة حينما يتحدث عن حلفائه، فبينما يرى البعض أن تلك التصريحات، لها علاقة بشخصية الرئيس الذي يؤمن بلغة القوة والتهديد، ويحب الاستعراض، يرى أخرون أنها ربما تمثل وخاصة في جانب علاقته بمنطقة الشرق الأوسط، وسيلة لجني مزيد من الأموال، خاصة من المملكة العربية السعودية الحليف القديم لواشنطن.