علاقات » اميركي

سفير أمريكي سابق: سياسة بن سلمان جعلت السعودية دولة "مارقة"

في 2018/10/29

روبرت جوردان- وقع "ذا هيل" الأمريكي- ترجمة منال حميد-

قال السفير الأمريكي السابق في السعودية روبرت جوردان، إن علاقة الولايات المتحدة ليست مع ولي العهد محمد بن سلمان، وإنما مع المملكة التي وصفها بأنها باتت دولة "مارقة" في ظل سياسات ولي عهدها.

وفي مقال نشره موقع "ذا هيل" الأمريكي، أكد جوردان ضرورة أن تعيد واشنطن النظر في علاقتها مع الرياض، عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأضاف: "السعودية عقب مقتل خاشقجي يمكن وصفها بأنها باتت دولة مارقة، وأنها حليف خرج عن الطريق"، مطالباً بضرورة وقف المساعدات الأمريكية للسعودية في إطار حربها التي تشنها على اليمن.

وبين السفير السابق أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ هجمات 11 سبتمبر، مستذكراً في هذا الصدد السؤال الذي وجهه إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (لم يحدد وقته).

وجاء في سؤال جوردان: "كيف يمكن أن يكون 15 شخصاً من بين خاطفي الطائرات (التي نفذت هجمات 11 سبتمبر) يحملون الجنسية السعودية؟ حينها أجاب الملك سلمان أنه لا يوجد سعوديون، وأنها مؤامرة إسرائيلية مدبرة من قبل الموساد".

"وفي الأسابيع التي تلت عملية قتل خاشقجي كنا نسمع الإجابة ذاتها من السعوديين؛ لقد أنكروا أنه قتل في داخل مبنى القنصلية، ثم قالوا بعد ذلك إنه قتل نتيجة عملية مارقة، ثم أخيراً القبول بأن هناك عملية قتل مع سبق الإصرار"، يضيف الكاتب.

ويقول: إنها "عملية يكاد يتفق الجميع على أنها لا يمكن أن تكون إلا بعلم وإذن بن سلمان، فهذه الوحشية جزء من أسلوبه تجاه معارضيه، حتى الرئيس الأمريكي ربما بات مقتنعاً أن ولي العهد هو المسؤول".

ويضيف: "تحسب على بن سلمان كل الإخفاقات السياسية التي رافقت السعودية خلال العامين الماضيين، من الحرب الفاشلة في اليمن إلى الحصار المفروض على قطر وتدمير مجلس التعاون الخليجي، وحبس الأمراء السعوديين في فندق "ريتز كارلتون"".

أضف إلى ذلك "خطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والعرض المتعثر لشركة أرامكو النفطية، وسجن المنشقين والمعتدلين، بمن فيهم النساء. هذا ما فعله بن سلمان خلال عامين فقط وهو ما زال ولياً للعهد وليس ملكاً".

ويعتقد السفير السابق أن واضعي السياسية الأمريكية يواجهون قراراً صعباً، "فعندما يذهب حليف رئيسي خلف القضبان (في إشارة إلى بن سلمان والاتهامات له بعد قتل خاشقجي) فإن هذا الحليف يصبح دولة مارقة، وذلك يمثل اختباراً شديداً لقوة تحالف البلدين".

ومن المهم أن نذكر هنا، كما يقول الكاتب، أن تحالف واشنطن مع الرياض وليس بن سلمان، ويرى أن التعاون مع المملكة عقب هجمات 11 سبتمبر كان "فاتراً"، لكن كان هناك عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان تنطلق من قاعدة سعودية.

قضية خاشقجي، بحسب السفير الأمريكي السابق، تذكرنا بأن التحالفات لا تدوم إلى الأبد إلا للضرورة، بل إن المصالح المشتركة يمكن أن تتغير مع مرور الوقت.

ويتابع: "يمكن للتحالفات أيضاً أن تتطور إلى علاقات أكثر بعداً عندما تتضاءل المصالح في ضوء سلوك شنيع يقوم به أحد الحلفاء، ويبدو أن هذا الوقت مناسب لرد أمريكي على الهمجية البشعة ضد خاشقجي".

كما أن هذه الأزمة قد تكون فرصة من أجل وقف مبيعات الأسلحة، وينبغي أيضاً التوقف عن دعم الحرب السعودية في اليمن وتوفير الوقت لتوفير حل منطقي وسياسي للأزمة، ويجب أيضاً أن يتم رفع الحصار المفروض على قطر.

وبرأي الكاتب، فإنه يتعين على القادة الأمريكيين أن يذكروا السعوديين بأنهم هم من يحتاجون الولايات المتحدة أكثر ممَّا قد تحتاجهم، وأنهم ليسوا الشريك الرئيسي في هذه العلاقة.

ويعتقد أن المناقشات الصريحة التي يجب أن تتبع عملية اغتيال خاشقجي ينبغي أن تشمل حديثاً عن ضرورة نشر الإسلام المعتدل وليس الإسلام  "الوهابي المتعصب" الذي قال إن السعودية سعت لنشره.

ختاماً، يؤكد السفير الأمريكي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى علاقات دبلوماسية أوثق مع السعودية، علماً أن واشنطن لم تسمِ سفيراً لها في الرياض منذ قرابة عامين، رغم أن مايك بومبيو وزير الخارجية وعد بتعزيز الحضور الدبلوماسي.