علاقات » اميركي

وول ستريت جورنال: يجب ألا تزوَّد السعودية بمفاعلات نووية

في 2018/10/30

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية- ترجمة منال حميد -

اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن عملية قتل جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول أفقدت الثقة بالمملكة، وبات من غير الممكن أن تزوّدها الولايات المتحدة بالمفاعلات النووية.

وأكّد جيمي فلاي، الزميل الأقدم في صندوق مارشال الألماني، وهنري سوسكسكي، المدير التنفيذي لمركز سياسة عدم الانتشار النووي، في مقال مشترك لهما، أن مراوغة السلطات السعودية في قضية مقتل خاشقجي يجب أن تعلّمنا شيئاً مهماً؛ وهو أنه يجب أن يكون للثقة الأمريكية بالرياض حدود، وخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية التي تسعى الرياض للحصول عليها.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، مع إيران، قد أعطى السعودية الدافع من أجل أن تعمل على تطوير وامتلاك الطاقة النووية وتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، وفي الخريف الماضي، ورغبة منها بتحسين العلاقات مع السعودية، قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب، إنها بدأت التفاوض من أجل منح السعودية امتيازات نووية.

ويؤكد المقال أهمية أن تستغل الولايات المتحدة صداقتها مع السعودية من أجل تحدي إيران، تماماً كما فعل الرئيس ريغان؛ عندما استعان بها لمواجهة خطر الاتحاد السوفييتي، غير أن عملية قتل خاشقجي والتفسيرات المتغيّرة من قبل الرياض أكدت من جديد أن الولايات المتحدة تفتقر في 2018 لحلفاء يمكن الاعتماد عليهم كما كان الحال سابقاً.

ويضيف كاتبا المقال أن واشنطن تحتاج إلى شركاء إقليميين في الشرق الأوسط يشاطرونها المخاوف بشأن إيران، على غرار حلفائها إبان الحرب الباردة، ولكن ما يمكن ملاحظته هو أن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، وتحديداً العرب، وبسبب طبيعة أنظمتهم السياسية الاستبدادية، فإنهم يسعون دوماً للحفاظ على مصالحهم، كما أن عملية مثل عملية قتل خاشقجي يمكن لها أن تقوّض القضية الاستراتيجية والأخلاقية التي تتّخذها الولايات المتحدة ضد النفوذ الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك فإن خطر تغيير النظام في ظل وجود قوة نووية ومفاعلات يمكن لها أن تعمل لـ40 عاماً في السعودية، وهذا يشكّل خطراً أكبر بكثير من خطر بيع أسلحة تقليدية.

ويشير الكاتبان إلى حقبة السبعينيات؛ عندما درست أمريكا بيع شاه إيران 23 مفاعلاً نووياً، وكان هذا الأمر سيكون خطأ فادحاً لو تم، واليوم هناك تهديد صريح من قبل السعودية وولي عهدها، محمد بن سلمان؛ بأنهم سيسعون لامتلاك أسلحة نووية إذا ما حصلت عليها إيران، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة ألا تتفاوض على بيع مفاعلات نووية لبلد يعلنها صريحة أنه يريد امتلاك أسلحة نووية.

لقد وافقت الإمارات، حليفة السعودية، على السماح بتفتيش دولي لمنشاتها النووية، وأيضاً التخلي عن تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود المخصّب، كجزء من اتفاق للتعاون النووي في العام 2009، الذي وقّعته مع واشنطن، غير أن السعودية رفضت تقديم مثل هذه الضمانات، وفق فلاي وسوسكسكي.

ويرى الكاتبان أن احتجاز السعودية لرئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، في نوفمبر الماضي، والتخبّط في حرب اليمن، والتحركات الدبلوماسية ضد كندا، واستمرارها في حجز نشطاء حقوق الإنسان، والآن عملية قتل خاشقجي، كل ذلك يفرض على واشنطن أن تنظر بعدم الثقة وكثير من الريبة إلى هذا النظام؛ لأن إبرام اتفاق للتعاون النووي من أجل إرضاء السعودية قد يقوّض جهود إدارة ترامب الرامية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.

وشدد الكاتبان على أنه ينبغي وقف أي اتفاق للتعاون النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وإذا رفضت إدارة ترامب ذلك فإن على الكونغرس أن يوضح ذلك؛ كجزء من العقوبات التي يجب أن تُفرض على السعودية بسبب مقتل خاشقجي.