علاقات » اميركي

باحثان أمريكيان: 4 أساطير في علاقة ترامب بالسعودية

في 2018/11/15

عربي 21-

سلط الباحثان الأمريكيان، "آرون ديفيد ميللر" في معهد "وودورو ويلسون"، و"ريتشارد سوكلوسكي"، في مركز "كارنيغي"، الضوء على ما وصفاها بالأساطير التي تحكم العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية فى ظل إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

وأشار الباحثان إلى أن قضية مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده فى إسطنبول كشفت أن هناك 4 أساطير أساسية للعلاقة بين واشنطن والرياض، موضحين أن هذه الأساطير تتمثل فى اعتبار السعودية التحالف الاستراتيجي مع الرياض، وصفقات السلاح، والنفط، وصفقة القرن.

وذكر الباحثان أن من الأساطير السحرية التي تتحدث عنها دوما إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، هي أن السعودية شريك استراتيجي وأن العلاقات كبيرة ولا يمكن أن تنهار، لكن ولسوء الحظ فإن هذه العلاقات تنهار.

ورأى الباحثان أن السعودية في ظل "محمد بن سلمان"، تبنت سياسات عنيدة أضعفت المصالح والقيم الأمريكية، لكن إدارة "ترامب" لا تزال مصممة على أنها قادرة على لعب دور في استراتيجية الشرق الأوسط والتي عادة ما تؤدي للخيبة.

ولفت الباحثان إلى اتهام تركيا للنظام السعودي بقتل "جمال خاشقجي"، وفي المقابل تحميل السعودية مسؤولية الجريمة لعناصر مارقة.

وفيما يتعلق بصفقات السلاح، قال الباحثان إنه فيما عدا الأسلحة التي وعدت الرياض بشرائها العام الماضي بقيمة 110 مليارات دولار، فإن الحديث عن صفقات ضخمة هي مجرد أحلام شراء ولم توقع السعودية عقودا لإتمامها.

وقالا إن زعم "ترامب" بأن العقود ستوفر ما بين نصف مليون ومليون وظيفة لصناعة الدفاع الأمريكية  هي "حقائق مزيفة".

وأضافا أن الحقائق الواقعية هي أن السعودية بحاجة إلى السلاح والمعدات الأمريكية أكثر من حاجة أمريكا لبيعها لأنها تظهر التزام الولايات المتحدة الأمني لصالح السعودية.

وهناك حقيقة ثانية وهي أن السعوديين لا يستطيعون تنفيذ تهديداتهم بشراء الأسلحة الأجنبية في الوقت الذي لا يستطيعون فيه شراء السلاح الأمريكي.

وقالا الباحثان إن الأسطورة الثالثة وهي "النفط"، فتنطوي على الكثير من المبالغة بشأن وقوف المملكة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي احتاجت إليها.

وأضافا أن  الأمثلة حاضرة؛ من حظر تصدير النفط عام 1973 إلى توسيع إنتاجها من أجل إضعاف صناعة النفط الصخري الأمريكي وقرارها هذا الأسبوع تخفيض الإنتاج في محاولة لزيادة أسعار النفط.

وفي حالة قررت السعودية زيادة معدلات النفط في سوق محدود، فإن هذا القرار ستمليه سياسة "السعودية أولا"، وليس "أمريكا أولا".

وتوقف الباحثان عند الدور السعودي في تنفيذ خطة "ترامب" للتسوية السلمية (صفقة القرن)، وقالا إن "بن سلمان" تقرب للإسرائيليين نظرا للمصالح المشتركة معهم ضد إيران، لكن العلاقات تحت الطاولة ليست مثل اللقاءات المفتوحة.

وتابعا، أن الدعم العلني لخطة السلام الأمريكية التي تخرق الإجماع العربي بشأن القدس والحدود ستعطي إيران والمسلمين السنّة أداة دعائية حالة ظهر أن الخطة تدعم المصالح والاحتياجات المتعلقة بحكومة "بنيامين نتنياهو".

وأشار هنا إلى أن الملك "سلمان" ضبط حماس ابنه حيال الخطة الأمريكية وحدد الشروط التي يمكن للسعودية قبولها.

وعادا إلى قضية اغتيال "خاشقجي"، حيث أشارا إلى مساعي واشنطن لسحب القضية تحت البساط، قائليْن إن "م ب س" أصبح تهمة أكثر من كونه رصيدا وعلينا ألا نساعده أو ندعمه.

ورأى الباحثان أن السعودية مهمة دون شك للولايات المتحدة من ناحية الحفاظ على منفذ عالمي للنفط وتجنب الفوضى لو انهارت وأصبحت دولة فاشلة، مع الحفاظ على التعاون في حرب الإرهاب والذي يقع في جوهر المصالح الأمريكية.

غير أنهما عقبا بالقول: "لكن الاعتراف بهذه المصالح لا يعني أن السعودية حليف أمني تثق به أمريكا أو أن الرياض هي حليف استراتيجي لأمريكا"، والسبب أن السعودية "دولة بوليسية قمعية وصدّرت لمدة طويلة تيارا من الإسلام يدعم نشاطات الإرهاب الجهادي الإسلامي، وكانت هذه الأيديولوجية معادية لأمريكا وللغرب ولليهود والمسيحيين".