علاقات » اميركي

فتيحي.. طبيب أمريكي بسجون السعودية لم يطلب ترامب إطلاقه

في 2018/11/30

وكالات-

تحتجز السلطات السعودية، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، الطبيب "وليد فتيحي"، الأمريكي الجنسية، دون أي حديث عنه من قبل رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب"، وسط انتقادات إعلامية للصمت الأمريكي تجاه مواطنها المحبوس بالمملكة.

و"فتيحي"، اعتقل ضمن عشرات من الأمراء ورجال الأعمال والوزراء السابقين، واحتجزته السلطات السعودية في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، وعلى الرغم من أن أغلب المعتقلين، خرجوا طلقاء، بعد عدة أسابيع، إلا أن "فتيحي" نُقل إلى سجن دائم.

الغريب أن "فتيحي"، ليس بينه وبين أغلب معتقلي "الريتز"، أي من القواسم المشتركة، بينما هو قريب الشبه بمجموعة سابقة من المعتقلين، تتألف من دعاة بارزين وعلماء وأكاديميين ساقتهم السلطات إلى السجون ابتداء من سبتمبر/أيلول 2017، لأنهم على ما يبدو لم ينسجموا مع واقع المملكة الجديدة التي يؤسس لها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ولا يزال "فتيحي"، يقبع في زنزانته منسيا منذ ما يزيد على العام، وسط تساؤلات عن سبب تجاهل "ترامب"، المطالبة بالإفراج عنه، باعتباره مواطنا أمريكيا.

وقالت الصحيفة، إنه عندما تفجرت قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، كانت حجة "ترامب"، في تعامله البارد مع القضية أن "الأمر وقع في تركيا، وهو ليس مواطنا أمريكيا".

وتساءلت: "لكن ما حجته في تجاهل قضية فتيحي؟".

وتعجّب الكاتبان "ديفد كيركباتريك" وبن هابرد"، من موقف "ترامب"، الذي لطالما افتخر بمعاركه من أجل إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في الخارج، مثل القس "أندرو برونسون"، الذي فرضت الإدارة الأمريكية من أجله عقوبات على تركيا حتى تطلق سراحه.

لكن الكاتبين أضافا في مقالهما المنشور يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن "ترامب"، أوضح في بياناته الأخيرة بشأن السعودية على خلفية قضية "خاشقجي"، أنه يضع مسائل حقوق الإنسان في الخارج في مرتبة متأخرة عن اهتمامات أمريكية أخرى، مثل العقود العسكرية السعودية وأسعار النفط.

من هو وليد فتيحي؟

و"وليد فتيحي"، أمضى بعضا من سنوات حياته المفعمة بالنشاط في الولايات المتحدة، فحصل على شهادته من جامعة جورج واشنطن، ثم أكمل دراسته العليا وتدريبه الطبي في جامعة هارفارد ومستشفياتها قبل أن يغادر الولايات المتحدة عام 2006.

وكان "فتيحي"، مواطنا أمريكيا نموذجيا، وفق ما ترويه عنه الصحيفة، التي أشارت إلى أن اسمه كان مسجلا في قوائم الناخبين بولاية ماساتشوستس.

لكن ذلك لم يشفع له في السعودية، فقد انتزعته أجهزة الأمن من بين أهله في مدينة جدة في جوف الليل، واحتجزته في فندق الريتز كارلتون، عدة أسابيع، ثم ألقت به في سجن الحائر، ومر عليه أكثر من عام دون محاكمة أو اتهام رسمي بأي جريمة.

واضطرت عائلته في وجل، لطلب المساعدة من السفارة الأمريكية بالسعودية، بعدما قامت أولا بمساع هادئة لإطلاق سراحه، فهي تخشى أن تجرّ عليه مزيدا من العقاب، وفقا لما نقلته "نيويورك تايمز" عن أصدقاء "فتيحي".

ووفقا لناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، يكمن السبب الحقيقي لاعتقال "فتيحي" في كونه إصلاحيا ناشطا مهموما بقضايا الإنسان السعودي ونهضته ورفاهيته، وفق منظومة تختلف عن تلك التي يتبناها "بن سلمان"، ولذلك وجب اعتقاله.

لم يكن "فتيحي" معارضا، بل لم يكن يتحدث في أمور السياسة، لكنه طبيب لامع وإداري ناجح تولى إدارة عدد من المؤسسات الطبية في المملكة، ثم اتجه إلى الإعلام فصار وجها معروفا ببرنامجه "وَمَحياي" الذي بث فيه رسائل للارتقاء بالإنسان صحيا وروحيا.

ويذكر حساب "معتقلي الرأي" السعودي، على "تويتر" أن "فتيحي"، كُرّم عدة مرات لإنجازاته في المجالين الطبي والاجتماعي، وأن مجلة "أريبيان بزنس" اختارته في أحد الأعوام ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في السعودية.

وأشار الحساب إلى أنه قبل اعتقاله "كان ممنوعا من السفر ويخضع لعدة قيود على نشاطه الدعوي".

وتعاطف كثيرون مع "فتيحي" في محنته، وكان منهم الصحفي المغدور "جمال خاشقجي"، الذي كتب في "تويتر"، بعدما ذاع خبر اعتقاله: "ما الذي أصابنا؟، كيف يعتقل شخص كالدكتور وليد فتيحي؟، وما مبررات ذلك؟.. وبالطبع الجميع في عجز وحيرة، لا أحد تذهب إليه فتشفع، ولا نائب عام يجيبك فتتحقق، الله المستعان".