علاقات » اميركي

مأساة اليمن صُنعت بأمريكا ونفذها تحالف السعودية

في 2018/12/12

صحيفة "نيويورك تايمز"-

سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على المأساة الإنسانية التي يشهدها اليمن من جرّاء الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وحجم المساعدات الأمريكية له.

الصحيفة الأمريكية نشرت أمس الثلاثاء، مقالة حملت عنوان "المأساة في اليمن صنعت بأمريكا"، استعرضت خلالها الأوضاع باليمن، وكذلك أرقام صفقات بيع واشنطن الأسلحة للسعودية.

وعرضت المقالة حكايات وقصصاً حقيقية لأشخاص فقدوا حياتهم في غارة جوية استهدفت منطقة "أرحب" بريف العاصمة صنعاء في سبتمبر 2016، وسلطت الضوء على حياة الناس التي أضحت كابوساً في لحظة من جرّاء الحرب.

وذكرت الصحيفة أن الغارة الجوية في أرحب شُنّت حينما كانت مجموعة من القرويين تحفر بئر ماء، فلقي بعضهم حتفه من جراء القصف، وتقطعت أوصال البعض الآخر، مشيرة إلى أن آثار ذلك القصف ودلائله لا زالت موجودة بالمكان رغم مرور أكثر من عامين على الواقعة.

وروت الصحيفة نقلاً عن أحد الأطباء أن جرحى جريمة أرحب حين وصلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام بصنعاء، وجدوا الممرات ممتلئة بالمرضى المحتضرين وأفراد عائلات يائسين من غارات جوية مختلفة، حدثت بأقرب مكان في صنعاء.

وعرضت الصحيفة صوراً لعدد من الأطفال والشباب والشيوخ الذين فقدوا أعضاءهم في الغارة التي قتل فيها 31 شخصاً من بينهم 3 أطفال، وأصيب 42 آخرون، بحسب معطيات منظمات حقوق الإنسان المختلفة.

وأوضحت أن القنابل المستخدمة في ذلك الهجوم تحمل أرقام هويات منحتها وزارة الدفاع الأمريكية، وأنه ثبت أن شركة بولاية تكساس هي التي تنتجها.

وذكرت أيضاً أنه منذ بداية الحرب باليمن عام 2015 حتى الآن، تحذر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة من الأضرار التي تلحق بالمدنيين ومساكنهم في غارات التحالف العربي.

وبينت أنه "في عام 2015 أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وسفينة صواريخ موجهة وسفناً حربية أخرى لمساعدة السعوديين على فرض الحصار على اليمن".

وأشارت الصحيفة إلى أن "القنابل السعودية ضربت المصانع، والطرق، والجسور، والمستشفيات، والآبار، والجنازات، وحفلات الزفاف، وتجمعات النساء، وحافلات المدارس المليئة بالأطفال في اليمن".

وأفادت كذلك أن الحصار الذي تفرضه السعودية على المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثيين، بذريعة منع دخول السلاح إليهم، صعّب من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء باليمن.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه بسبب الحصار والغارات الجوية فقد 85 ألف طفل دون سن الخامسة حياتهم، وانتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة بالبلاد.

وذكرت الصحيفة أن "دعم الأسلحة حصلت عليه السعودية من الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن الرياض اشترت أسلحة بمليارات الدولارت في فترات حكم الرؤساء السابقين، بيل كلينتون، وبوش الابن، وباراك أوباما.

وبينت أن الرئيس السابق، أوباما، قام قبل فترة وجيزة من انتهاء فترته الرئاسية بوقف بيع القنابل الذكية للمملكة بهدف تقليل معدلات الوفيات في صفوف المدنيين.

وذكرت أن الرئيس الحالي دونالد ترامب، حينما تولى مهام عمله، كانت السعودية أول وجهة يجري لها أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، وأعاد استئناف بيع الأسلحة التي كان قد علقها أوباما، مشيرة إلى أن تلك الفترة شهدت سعي الكونغرس لاتخاذ خطوات لوقف بيع تلك الأسلحة.

وقالت الصحيفة إن الأكثر أهمية "هو أن أمريكا باعت السعوديين مليارات الدولارات من الأسلحة ذات التقنية العالية لمساعدتها".

كما نشر التقرير بعضاً من المعلومات التي وردت في "بيانات نقل الأسلحة بمعهد أبحاث السلام الدولي التابع لمعهد ستوكهولم الدولي"، والتي كشفت حجم السلاح الذي زودت به واشنطن للسعودية، والذي تضمن "طائرات وقنابل ليزرية وقنابل غاز وصواريخ جو أرض".

وتدور الحرب في اليمن بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014.

ويزيد من تعقيد النزاع أن له امتدادات إقليمية، إذ ينفذ تحالف عربي، تقوده السعودية، منذ مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.

 

اليمن

اليمن

اليمن

اليمن