متابعات-
أكدت صحيفة كندية أن دفعة من المدرعات الخفيفة تم شحنها، الأحد الماضي، إلى السعودية، رغم الاحتجاج الشعبي، شرقي البلاد، وتوتر العلاقات بين البلدين.
وأوضحت "غلوب آند ميل" أن سفينة الشحن، التي تحمل المدرعات الكندية، غادرت بعد يوم واحد من احتجاج نظمه متظاهرون في أجواء ماطرة وضبابية عند مدخل ميناء سانت جون، بمقاطعة نيو برنزوك، حملوا خلاله اللافتات، ووزعوا نشرات تفصل دواعي احتجاجهم، وعلى رأسها الحرب السعودية في اليمن، التي قالت الأمم المتحدة إنها تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
جاء ذلك بعد أن حذر الفرع الكندي لشركة الدفاع الأمريكية جنرال دايناميكس (General Dynamics)، في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، من تداعيات إنهاء العقد الخاص بتوريد الأسلحة للسعودية، التي ستكلف الحكومة الفيدرالية "مليارات الدولارات".
وقال متحدث باسم فرع الشركة للصحيفة الكندية إن الشركة لديها إذن لتصدير هذه المدرعات للسعودية، وإن تطبيق الصفقة (742 مدرعة خفيفة) مع الرياض يتطلب احتراما لمواعيد شحن المدرعات.
وصرح رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو"، الأسبوع الماضي، بأنه يبحث عن مخرج للانسحاب من صفقة سلاح بين بلاده والسعودية بقيمة 13 مليار دولار، مشيرا إلى أن حكومته تراجع أذون التصدير التي منحتها لـ"جنرال دايناميكس".
وسبق لـ"ترودو" أن صرح بأنه ستكون هناك جزاءات ضخمة إذا ألغيت صفقة توريد المدرعات إلى السعودية.
ويسود التوتر العلاقات بين أوتاوا والرياض منذ نشر تغريدة للسفارة الكندية بالرياض، في أغسطس/آب الماضي، طلبت فيها "الإفراج الفوري" عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان معتقلين في المملكة.
واتهمت السعودية كندا بالتدخل في شؤونها الداخلية، واستدعت سفيرها من أوتاوا، وطردت السفير الكندي لديها، وأعلنت عن تجميد التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة بين البلدين.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية وقف رحلاتها الجوية من وإلى مدينة تورنتو الكندية، وقررت وزارة التعليم السعودية إيقاف برامج البعثات والتدريب والزمالة إلى كندا، وإعداد خطة عاجلة لنقل جميع الملتحقين بهذه البرامج (قرابة 17 ألف شخص) مع أسرهم إلى دول أخرى.
وفي المقابل، رفضت كندا التراجع عن موقفها، مؤكدة أنها ستدافع دائما عن حقوق الإنسان حول العالم، وصعدت من حدة هجومها ضد السعودية بعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".
وتقول أوتاوا إنها تتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي سيتم اتخاذها بشأن الجريمة التي وصفها "ترودو" بأنها برهنة على سبب مطالبة كندا منذ البداية بإجابات وحلول بشأن حقوق الإنسان في المملكة.