علاقات » اميركي

قضية رهف تحرج السعودية وتعيد علاقتها مع كندا إلى مربع التوتر

في 2019/01/14

الخليج أونلاين-

"إذا هبت رياحك فاغتنمها"؛ حكمة وظفتها كندا للرد على السعودية التي اتخذت بحقها إجراءات عديدة، بعد موقف كندا الرافض لاعتقالات الناشطات في حقوق الإنسان داخل المملكة، وكانت قضية الفتاة السعودية الهاربة، رهف القنون، أداتها في الرد وإعطاء درس أخلاقي للسلطات السعودية.

وأرادت كندا من خلال منحها اللجوء لرهف، وتبنيها لقضيتها، من خلال إعلان رئيس وزرائها جاستن ترودو بنفسه ذلك، والموافقة على الطلب الذي قدمته الأمم المتحدة، أرادت إيصال رسالة تأكيد للسعودية أنها لم تنس موقفها السابق ضدها.

وقال ترودو : "بلدي يتفهم مدى أهمية دعم حقوق الإنسان، ودعم حقوق المرأة في أنحاء العالم، وبوسعي أن أؤكد أننا قبلنا طلب الأمم المتحدة".

وغادرت الشابة السعودية، رهف محمد القنون، مساء الجمعة الماضية، تايلاند متوجهة إلى كندا وذلك بعد منحها حق اللجوء في أوتاوا، بعد هربها من أهلها الذين قالت إنهم كانوا يعذبونها.

وتعد الخطوة الكندية باستقبال رسمي للرهف في المطار من قبل وزيرة الخارجية الكندية كريستا فريلاند، أمس السبت، بمثابة رسالة كندية شديدة اللهجة إلى السعودية، بأنها مستمرة في دعم حقوق الإنسان، دون الالتفات لها.

كذلك، أرادت كندا من خلال خطوتها تلك توجيه رسالة أخرى للسلطات السعودية، بأن إجراءاتها التي اتخذتها بحقهم من تضييق اقتصادي، وسحب سفراء، وطلبة، ووقف اتفاقيات تجارية، لم تلجمها عن تغيير موقفها ومبادئها المتعلقة بحقوق الإنسان.

ويعود الخلاف السعودي الكندي إلى أغسطس الماضي، بعد أن أعربت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، عن قلقها الشديد إزاء المعلومات حول اعتقال المدافعة عن حقوق الإنسان سمر بدوي، ودعت إلى إطلاق سراحها.

بعد الموقف الكندي، اتخذت السعودية عدة إجراءات شديدة ضد أوتاوا، بدأت بسحب السفراء، وتجميد التعاملات التجارية والاستثمارية معها، وبيع الأصول الكندية التي تملكها.

ولم تقبل السعودية أي وساطات خارجية من أجل وقف حدة الخلاف مع كندا، وشددت على عدم تدخل أي من الدول في شؤونها، وهو ما رفضته أوتاوا، وأصرت على مواصلة دفاعها عن حقوق الإنسان.

وخصصت السلطات الكندية حراساً أمنيين لرهف في محل إقامتها في العاصمة، على مدار 24 ساعة، خشية من قيام أحد بالاعتداء عليها، في الإشارة إلى السلطات السعودية التي عبّر سفيرها في تايلاند عن غضبه منها.

وتعد الخطوة الكندية بمثابة فشل كبير للورقة الاقتصادية السعودية التي تخيف بها العالم في حالة انتقدوا إجراءاتها القمعية ضد الدعاة، ونشطاء حقوق الإنسان.

- امتيازات بانتظار رهف

ويؤكد ماريو كالا، المدير التنفيذي لـ "COSTI"، وهي منظمة غير ربحية مقرها في تورنتو، وتساعد المهاجرين واللاجئين الواصلين، أن منظمته ستساعد الفتاة السعودية في التكيف مع الحياة الجديدة.

وبوصول رهف إلى كندا فإنها ستحصل على عدد من الامتيازات باعتبارها لاجئة ترعاها الحكومة، وستحصل على مساعدة حكومية لمدة تصل إلى 12 شهراً، بحسب تصريحات كالا لموقع "سي بي سي" الكندي.

وقال: "هذه شابة مصممة على صنع مستقبل، لن يكون كل شيء سلساً بالنسبة لها، عندما يفكر المرء في حقيقة أنها اضطرت إلى ترك عائلتها، وهجر ثقافة واتصالات اجتماعية مألوفة، فهي لن تكون عملية سهلة بالنسبة لها".

ووفقاً لكالا فإن القنون لديها بعض المعارف في مدينة تورونتو الكندية، وتواصلت معهم، وأنه بعد ظهر أمس السبت ذهبت للتسوق لشراء ملابس شتوية.

وأوضح ماريو كالا أن ممثلين من "COSTI" سيعملون، في الأيام المقبلة، على فتح حساب مصرفي للشابة السعودية، وطلب الحصول على رقم تأمين اجتماعي، وكذلك الحصول على بطاقة صحية، ثم سيحاولون العثور على مسكن دائم.

وقال كالا إنه غير متأكد من أن القنون تنوي البقاء في تورونتو على المدى الطويل.

وقال: "نصحناها بأن تكون حذرة بشأن الكشف عن مكانها، لقد اتخذت موقفاً من ترك المملكة العربية السعودية، إذ قد يختلف البعض معها، وقد تكون لها آراء قوية حول ذلك، نحن حريصون على حمايتها من ذلك".

وأمام الخطوة الكندية الجديدة التي تعد صفعة غير مباشرة للسعودية، من المتوقع أن تزداد العلاقات بين الدولتين سوءاً، لكون المملكة تعتبر الحديث عن حقوق الإنسان لديها مسألة محظورة.