علاقات » اميركي

الحراك الدبلوماسي الأميركي في الشرق الأوسط: أهدافه وغاياته

في 2019/01/29

أسامة أبو ارشيد- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-

مقدمة

قام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، في كانون الثاني/ يناير 2019، بجولتين منفصلتين في منطقة الشرق الأوسط، شملتا تسع دول حليفة؛ وذلك، في سياق مساعي كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب لطمأنة الحلفاء الأميركيين في الشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة الأميركية ليست في وارد الانسحاب من المنطقة وخلق فراغ فيها تملؤه إيران وتنظيمات متطرفة، كتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وشدد بومبيو وبولتون على التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة ومصالحهم، وأن إستراتيجية إدارة ترامب نحو الشرق الأوسط منسجمة ولا تعاني فوضى وتناقضات بين أقطابها، كما تؤكد مؤشرات كثيرة، من ذلك، مثلًا، استقالة وزير الدفاع السابق، جيمس ماتيس، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، احتجاجًا على قرار ترامب الانسحاب من سورية، والتصريحات المتناقضة، إلى اليوم، بين مسؤولي الإدارة حول الموضوع ذاته.

كانت ثقة الحلفاء الأميركيين في المنطقة بإدارة ترامب قد اهتزت، بعد أن أعلن، في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، نيته سحب القوات الأميركية من سورية، وأمر ببدء تنفيذ انسحاب "كامل" و"سريع" و"مباشر" من هناك[1]، مفترضًا أن داعش قد هُزم في سورية، ومن ثمَّ لم يعد هناك داعٍ لبقاء قوات أميركية على الأرض. ويوجد في شمال سورية حوالى 2000 جندي أميركي، أغلبهم من قوات العمليات الخاصة، يقدّمون المشورة والتدريب لـقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتقوم بمهمة محاربة تنظيم داعش على الأرض. كما أن القوات الأميركية تقود الضربات الجوية لـ "التحالف الدولي ضد داعش"، فضلًا عن الفصل بين القوات التركية والميليشيات الكردية. وإضافة إلى تلك القوات الأميركية الخاصة في الشمال السوري، يوجد بضع مئات أخرى في قاعدة التنف العسكرية، جنوب شرق سورية.

وكانت جولة بولتون قد بدأت، في 5 كانون الثاني/ يناير 2019، واستمرت أربعة أيام، وشملت إسرائيل وتركيا. في حين انطلقت جولة بومبيو في 8 كانون الثاني/ يناير 2019، وشملت سبع دول، هي: الأردن، ومصر، وقطر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وعُمان. وكان يفترض أن تشمل جولة بومبيو ثماني دول، إلا أنه اضطر إلى قطعها في 15 كانون الثاني/ يناير 2019 ليحضر جنازة قريب له في الولايات المتحدة، فلم يتمكن من زيارة الكويت، على أن يتم تحديد وقت لاحق لزيارةٍ قريبة.

لقراءة الدراسة كاملة اضغط هنا