علاقات » اميركي

اغتيال خاشقجي يلقي بظلاله على مبعوث ترامب الأول للسعوديين

في 2019/03/08

بلومبرغ- ترجمة علي النجار-

قال مرشح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لشغل منصب سفير واشنطن لدى السعودية، إن الولايات المتحدة يتعين عليها التعاون وإقامة شراكة مع الرياض لمواجهة التهديدات الناجمة عن التطرف السني، بجانب مواجهة إيران، على الرغم من مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، والشعور بالإحباط إزاء حرب اليمن.

وقال الجنرال المتقاعد "جون أبي زيد"، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أمس الأربعاء: "هذا لا يعني القول إني غير مدرك للتحديات التي تواجه الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية اليوم.. فالحرب في اليمن، والقتل الوحشي لجمال خاشقجي، والانقسامات في التحالف الخليجي، والانتهاكات المزعومة بحق الأبرياء – تشمل مواطنا أمريكيا وناشطين من الإناث- جميعها تمثل تحديات ملحة".

وأضاف "أبي زيد" (67 عاما): "لكن على الأمد البعيد، نحتاج شراكة قوية وناضجة مع السعودية".

ورشح "ترامب" أبي زيد، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لكي يكون السفير القادم في السعودية، بالتزامن مع بدء اتجاه العلاقة مع المملكة للانهيار بسبب مقتل "خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول.  

وأثارت عملية القتل على يد مسؤولين سعوديين، وربما بعلم ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، انتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكابيتول هيل، ودعوات إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد الحكومة السعودية.

وقال السيناتور الجمهوري "مارك روبيو" (فلوريدا) خلال جلسة الاستماع لـ"أبي زيد"، إن الأمير "محمد" أصبح "مجرما عتيدا"، وعلى نحو متزايد يجعل من غير المقبول العمل مع السعودية بسبب أخطائه.

ونوه إلى حوادثه السابقة بما في ذلك خطف رئيس الوزراء اللبناني، وطرد السفير الكندي من الرياض، والنزاع المتواصل مع قطر.

وقال "روبيو": "إنه (محمد بن سلمان) متهور عديم الرحمة، وأي شخص يعتقد أن هذا تقييم غير عادل للشاب يجب أن ينظر إلى ما فعله في العامين الماضيين، يبدو هذا كشيء من فيلم جيمس بوند".

في حين قال مسؤولو إدارة "ترامب"، بما فيهم وزير الخارجية "مايك بومبيو"، إنهم سوف يحاسبون أي شخص وراء قتل "خاشقجي"، لكنهم أكدوا أيضا على أهمية التحالف الأمريكي مع الرياض تفوق القيام بقطيعة تامة مع المملكة.

ورفض مسؤولو الإدارة الأمريكية التصريح بشكل علني حول إذا ما كان الأمير على علم بعملية القتل أو أصدر الأمر بالقتل، وهو احتمال تنظر له الاستخبارات الأمريكية بعين الاعتبار على الأرجح. وقال "ترامب": "ربما فعل وربما لم يفعل".

وقد نفى ولي العهد أي تورط في مقتل "خاشقجي" الذي قتل بعد دخوله القنصلية في أكتوبر/تشرين الأول من أجل الحصول على وثائق لإتمام زواجه.

استجابة مهينة

من جانبه قال السيناتور "بوب مينينديز"، (نيوجيرسي) العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، إن جلستين مغلقتين عن السعودية من قبل الإدارة الأمريكية لم تأت بنتائج مرضية حتى الآن، والمشروعون من كلا الحزبين قالوا إن البيت الأبيض فشل في الرد على مهلة الـ120 يوما لتقديم تقرير حول مقتل "خاشقجي" والذي طلبته لجنة العلاقات الخارجية.

وقال إن محاولة الإدارة تفسير فشلها في تقديم تقرير بموجب نص القانون عن مقتل مقيم أمريكي، أمر مهين.

ولم يكن لدى الولايات المتحدة سفير في الرياض منذ تولى "ترامب منصبه"، حتى بعدما جعل الرئيس علاقاته مع المملكة جزءا أساسيا من استراتيجيته فيما يتعلق بسياسته الخارجية، حيث كانت رحلته الخارجية الأولى لها، كما يعتمد عليها للمساعدة في إنجاح مساعيه الرامية لعزل إيران.

وفيما يتعلق بدعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن قال "أبي زيد" إن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل سحب دعمها له، على الرغم من القلق بشأن الخسائر في صفوف المدنيين، وقال إذا أردنا أن يقاتلوا بشكل صحيح فإننا نحتاج منحهم تلك الخبرة.

وحذر "أبي زيد" من أنه إذا كان هناك أشكال من قوات "حزب الله" المارقة المرتبطة بإيران في اليمن، فإن ذلك سيكون بمثابة تهديد للمنطقة وأمر لا يمكن أن تتجاهله الولايات المتحدة.