علاقات » اميركي

بن زايد طلب من واشنطن اغتيال قادة طالبان

في 2019/03/22

ميدل إيست آي- ترجمة منال حميد -

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، اليوم الخميس، عن أن ولي عهد أبوظبي اقترح على واشنطن إعداد برنامج اغتيالات سري يستهدف قادة حركة طالبان.

وأوضح الموقع أن بن زايد قدّم هذا العرض خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للإمارات، في 12 يناير الماضي، وسط خلافات بينهما بشأن تقدّم محادثات السلام بين مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان.

ونقل عن مصادر لم يسمّها أن بن زايد أخبر بومبيو بأن واشنطن تخاطر بالسماح لأفغانستان بالعودة إلى أيدي "الأشرار المتخلفين الملتحين"، في إشارة إلى مسلحي الحركة.

واقترح بن زايد على بومبيو توظيف مرتزقة لقتل قادة طالبان لإضعاف موقف الجماعة خلال المفاوضات، لكن الأخير صُدم ولم يعلّق على الأمر.

كما اقترح ولي عهد أبوظبي "تنظيم وتمويل عملية على نمط عمليات بلاك ووتر (شركة أمنية) لشن حملة اغتيالات ضد قيادات الصف الأول لطالبان، وذلك لمنعهم من تحقيق مطالبهم السياسية الأساسية".

ومعروف أن "بلاك ووتر" هي الشركة التي أسسها إريك برينس، والتي استأجرتها وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، في عام 2004، للقيام بعمليات سرية تشمل تحديد مواقع نشطاء القاعدة وتصفيتهم.

و"برينس" استقر في أبوظبي، وكلفه محمد بن زايد ببناء جيش من المرتزقة داخل الإمارات "للتصدي لأي انتفاضات محتملة قد يقوم بها العمال أو أنصار الديمقراطية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت تقريراً في عام 2011، جاء فيه أن كتيبة تتكون من 800 مقاتل أجنبي جيء بهم إلى الإمارات.

كما أرسلت أبوظبي مرتزقة أجانب للقتال كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية داخل اليمن، حيث نفذت برنامج اغتيالات استهدف زعماء الإصلاح، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب المصدر الذي تحدث للموقع البريطاني، فإن اقتراح بن زايد لاغتيال قادة طالبان هو نسخة أخرى من عمليات استهداف قادة حزب الإصلاح اليمني.

ويبدو أن قادة طالبان أدركوا المخطط، كما يقول المصدر، مبيناً أن المتحدث باسم الحركة اعتبر أن أي تهديد أو ابتزاز من أي مكان سيؤدي إلى القضاء على الفرصة الحالية للسلام، وسيخلق عدم ثقة لا يمكن إصلاحه.

بعد جولة المحادثات بين واشنطن وطالبان في الإمارات طالب قادة الحركة بنقل المفاوضات إلى الدوحة، كما يؤكد الموقع البريطاني.

وبيّن أن هذا الأمر سبب استياءً لدى بن زايد، وعندما أبلغ بومبيو بذلك قال له الأخير: "إن الولايات المتحدة لا يعنيها المكان بقدر ما تعنيها النتائج"، مبيناً أن طلب نقل المكان تقدمت به الحركة.

وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، خلال الأسابيع الماضية، محادثات بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، وممثلين عن حركة طالبان.

وكانت الولايات المتحدة طلبت من باكستان بذل جهودها لإيجاد سلام مع طالبان؛ بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاماً، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.

وتصر طالبان على خروج القوات الأمريكية من أفغانستان كشرط أساسي للتوصل إلى سلام مع الحكومة الأفغانية.

وكانت "طالبان" أعلنت مراراً رفضها الدخول في أي حوار مع الحكومة الأفغانية باعتبارها "تابعة" للولايات المتحدة.

وتأمل الولايات المتحدة أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان، في ظل استمرار القتال بين الحركة من جهة والقوات الأفغانية والأجنبية من جهة أخرى.

وتريد واشنطن التوصل إلى اتفاق سلام يضمن لها سحب قواتها التي يبلغ عددها 14000 جندي، قبل حلول نهاية العام الجاري 2019.