علاقات » اميركي

جون أبي زيد.. مهام في انتظار السفير الأمريكي الجديد بالسعودية

في 2019/04/20

تيم ديز - أويل برايس- ترجمة شادي خليفة -

أجاز مجلس الشيوخ الأمريكي مرشح الرئيس "ترامب" ليكون سفيرا جديدا للولايات المتحدة في السعودية. ورغم تولي "ترامب" منصبه منذ أكثر من عامين، إلا أن هذا السفير سيكون أول سفير لإدارته لدى المملكة. ووافق مجلس الشيوخ على تعيين الجنرال المتقاعد "جون أبي زيد" سفيرا في السعودية بأغلبية 92 صوتا مقابل 7 أصوات. ويأتي التصويت بعد 5 أشهر تقريبا من إعلان "ترامب" نيته ترشيح "أبي زيد"، وهو جنرال متقاعد في الجيش من فئة الـ4 نجوم، يبلغ من العمر 68 عاما، وكان قد قاد القيادة المركزية الأمريكية خلال حرب العراق المثيرة للجدل.

وهناك العديد من النتائج السريعة للموافقة على "أبي زيد". إذ يأتي الرجل ليملأ فجوة استمرت 27 شهرا من عدم وجود سفير للولايات المتحدة في المملكة، وهي فترة شهدت أفضل العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض منذ أعوام، على الأرجح منذ إدارة "جورج بوش الأب" خلال حرب الخليج الأولى، عندما ساعدت الولايات المتحدة في حماية المملكة من الغزو العراقي المحتمل.

علاوة على ذلك، على عكس العديد من أسلافه، لم يضغط "ترامب" على الرياض؛ بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان. وفي ضوء ذلك، يبدو أن الرئيس لديه أجندة ثنائية أساسية مع السعودية.

أجندة "ترامب"

أولا: يرى "ترامب" أن المملكة جزء لا يتجزأ من خطته لتعويض مساعي الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط. ثانيا: وربما الأكثر صعوبة، يريد "ترامب" أن يكون قادرا على التأثير على إنتاج النفط السعودي للمساعدة في الحفاظ على انخفاض أسعار النفط والحفاظ على أسعار البنزين المحلية. وفي الهدف الأول، كان ترامب ناجحا إلى حد كبير. وتعمل جبهة سعودية أمريكية مشتركة ضد طموحات طهران في المنطقة، في حين لعبت المملكة دورا فعالا في إقناع "ترامب" بإعادة فرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني.

أما في الهدف الثاني، جاءت النتائج مختلطة إلى حد كبير. ففي الخريف الماضي، نجح "ترامب" في الضغط على الرياض، عبر تغريدة على "تويتر"، بزيادة إنتاج النفط، في محاولة للضغط على أسعار النفط العالمية. وفي ذلك الوقت، كان هناك قلق من اقتراب السعوديين من حدود طاقتهم الإنتاجية القصوى، مع سعيهم لإرضاء "ترامب". ومع ذلك، ارتكب الرئيس خطأ حيويا. فقد منح العديد من الإعفاءات بشأن النفط الإيراني دون استشارة الرياض. وكانت تلك خطوة أغضبت السعودية وخلقت حالة من عدم الثقة. ومنذ إعفاءاته الأولية لعملاء النفط الإيراني العام الماضي، لم تعد دعوات "ترامب" للسعوديين وأوبك بزيادة الإنتاج عبر "تويتر" تجد آذانا صاغية؛ حيث بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في 5 أشهر.

نفوذ "أبي زيد"

وخلال جلسات الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ لـ"أبي زيد"، وبينما كان هناك العديد من الأسئلة حول الكيفية التي ينبغي أن تتعامل بها الولايات المتحدة مع السعودية، وكذلك مع ولي العهد "محمد بن سلمان"، بشأن التورط المزعوم في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، كان الجنرال المتقاعد صوتا للاعتدال والهدوء.

إذ دافع عن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة باعتبارها ذات أهمية استراتيجية خلال جلسات الاستماع، لكنه دعا أيضا إلى المساءلة في مقتل "خاشقجي"، وقال إنه يدعم حقوق الإنسان. وأضاف في تصريحات إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنه "على المدى الطويل، نحتاج إلى شراكة قوية وناضجة مع المملكة... ومن مصلحتنا التأكد من أن العلاقة سليمة".

وللمضي قدما، فإن تقدير "أبي زيد" لما لا يقل عن 70 عاما من العلاقات المعقدة مع الرياض لن يساعد فقط في تهدئة المشرعين الأمريكيين الذين ما زالوا غاضبين من مقتل "خاشقجي"، والذين يدعون إلى فرض عقوبات أشد على المملكة، لكنه سيساعد أيضا "ترامب" في العودة إلى الحوار الذي أجرته الإدارة مع المملكة مرة أخرى، على أمل إصلاح الثقة المفقودة عندما منح الرئيس مجموعته الأولى من الإعفاءات للنفط الإيراني دون استشارة الرياض أولا. وإذا تمكن "أبي زيد" من فعل هذا، فسيحظى "ترامب" بمزيد من النجاح في المستقبل عندما يدعو المملكة للمساعدة في خفض أسعار النفط العالمية عبر رفع الإنتاج. وهذا أمر بالغ الأهمية لـ"ترامب" مع بدء دورة انتخابات عام 2020، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار البنزين في جميع أنحاء البلاد.