علاقات » اميركي

هذه الأسباب دفعت أمريكا لإرسال قواتها للخليج العربي

في 2019/05/07

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - ترجمة منال حميد -

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الأسباب التي دفعت بواشنطن إلى نشر مفاجئ لحاملة طائرات وقاذفات سلاح الجو في مياه الخليج العربي.

وبحسب مسؤولين أمريكيين كبار، فإن تهديدات إيرانية جديدة كانت السبب وراء هذا القرار المفاجئ، فلقد أكدت معلومات استخباراتية أمريكية وجود نشاط جديد من جانب القوات المتحالفة مع إيران في العراق منذ يوم الجمعة الماضي، هذا بالإضافة إلى مخاوف جديدة من المجاري المائية التي تعمل بها القوات البحرية الأمريكية.

ولم يقدم المسؤولون تفاصيل محددة حول التهديد الذي تشكله القوات الإيرانية أو الميليشيات الشيعية العراقية التي لها علاقات مع طهران، في وقت رفض العقيد سكوت رولنسون، المتحدث باسم التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، التعليق على طبيعة التهديدات.

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قد أعلن، الأحد الماضي، عن تحركات جديدة للقوات الأمريكية في مياه الخليج العربي، وقال في بيان له إنه تم نشر حاملة الطائرات "يو إس إس إبراهام لينكولن" كرسالة واضحة لطهران، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائها سيواجَه بقوة لا هوادة فيها.

وأضاف بولتون: إن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعداد تام للرد على أي هجوم سواء بالوكالة أو من خلال الحرس الثوري أو القوات الإيرانية النظامية".

وترى الصحيفة أن هذا التأكيد بنية إيران ووكلائها لشن هجمات على القوات الأمريكية في العراق، لا بد أن يثير المزيد من الأسئلة من قبل الزعماء السياسيين العراقيين حول ما إذا كانت إدارة ترامب تحاول استخدام وجودها العسكري لتعزيز أجندتها ضد طهران.

وتنقل الصحيفة عن اثنين من المسؤولين الأمريكيين البارزين قولهم إن المعلومات الاستخباراتية الجديدة أثارت مخاوف بشأن الحرس الثوري وأنشطته في العراق.

وعملت وحدة من الحرس الثوري الإيراني، وهي "فيلق القدس"، بشكل خاص" على مساعدة المليشيات والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في قتال تنظيم "الدولة"، الذي كان يقاتله الجيش الأمريكي أيضاً.

وفي الشهر الماضي، صنفت إدارة ترامب "الحرس الثوري" على أنه منظمة إرهابية، وهي خطوة تقتضي فرض عقوبات اقتصادية وقيود على سفر أعضائه وأي شخص آخر يتعامل معه، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن قوة عسكرية نظامية لدولة أجنبية على أنها منظمة إرهابية.

ورغم أن بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو ضغطا بشدة من أجل اتخاذ هذا القرار، فإن مسؤولي الدفاع والمخابرات عارضوا ذلك؛ خشية أن تتخذ إيران إجراءً متبادلاً يستهدف أفراد الجيش الأمريكي وعناصر المخابرات، أو تشن هجمات.

وفي وقت سابق من هذا العام، أيد الرئيس دونالد ترامب تأكيدات بولتون التي تفيد بأن القوات الأمريكية الموجودة في العراق، والبالغ قوامها 5200 جندي، يجب أن تبقى هناك لـ"مراقبة إيران".

إلى ذلك عبَّر قادة عراقيون عن خشيتهم من أن تحاول الولايات المتحدة استخدام قواتها في العراق لتعزيز جهودها الرامية إلى عزل إيران.

وتنقل الصحيفة عن فالي نصر، عميد كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، قوله إن إدارة ترامب لم تقدم بعدُ أي دليل واضح على دعم الادعاءات بأن إيران تخطط لشن هجوم جديد على القوات الأمريكية في المنطقة.

ويشير نصر إلى ارتفاع مستوى التوتر، الذي يبدو دائماً أنه موجود بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة، ولكنه ازداد سوءاً منذ أن صنفت إدارة ترامب "الحرس الثوري" على أنه منظمة إرهابية، ومنذ أن فرضت عليها عقوبات إضافية.

وقال: إنه "في غياب بعض الأدلة القوية على سبب هذا الإجراء، يبدو أن الولايات المتحدة هي من تختار ما تعتبره تهديداً".

إلى ذلك وجَّه السيناتور ماركو روبيو، وهو جمهوري من فلوريدا وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تحذيراً شديد اللهجة، صباح أمس الاثنين، بشأن المليشيات و"الحرس الثوري".

وقال في تغريدة له نشرها على "تويتر": "لن نميز بين الهجمات التي تشنها المليشيات الشيعية في العراق أو الحرس الثوري الإيراني، أي هجوم من جانب هذه الجماعات سيُعتبر هجوماً من إيران ويجب الرد عليه".

وكان ترامب قد أبلغ الصحفيين، مساء الأحد، في أثناء رحلته إلى فنلندا، عن وجود تهديد متزايد من قِبل الإيرانيين، وقال: "من الواضح أننا شهدنا تصعيداً من جانب الإيرانيين. وبالمثل سنحاسب الإيرانيين على أي هجمات تستهدف المصالح الأمريكية. هذه العمليات إن حدثت، فإنه لا فرق فيها، سواء نفذها وكلاء إيران في الخارج مثل المليشيات الشيعية أو الحوثيين أو حزب الله، أو نفذتها قوات إيران. في كلا الحالين، سنحمّل طهران المسؤولية المباشرة عن ذلك".

وكان مسؤولون أمريكيون قد ناقشوا مؤخراً إمكانية تصنيف بعض المليشيات الشيعية في العراق على أنها منظمات إرهابية، رغم أن العراق يعتبر شريكاً للولايات المتحدة، حيث يعارض الساسة العراقيون مثل هذا الإجراء، خاصة أن القوات الإيرانية ومليشياتها في العراق لم تتعرض للقوات الأمريكية منذ سنوات.