علاقات » اميركي

المسؤولون السعوديون اشتهروا بالكذب مثل ترامب

في 2019/09/20

صحيفة الغارديان البريطانية-

أوردت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لمراسل الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، بعنوان: "الهجمات على المنشآت النفطية السعودية تسلط الضوء على أكاذيب وحقائق الجغرافيا السياسية".

وقال وينتور، في بداية مقاله اليوم الجمعة: إنّ "الحقيقة- وبكل أسف- هي أول ضحايا زمن الحرب، بل وأيضاً أول ضحايا زمن الإعداد للحرب".

وأضاف أن "الشرق الأوسط يجد نفسه في لحظة غريبة وغير معتادة، فهناك جريمة وقعت، وشاهد الجميع آثارها، ثم تقدم منفذها واعترف بها، موضحاً نوع السلاح المستخدم، ومقدماً الأدلة الكاملة، لكن المجني عليه يرفض هذا الاعتراف، ويتهم طرفاً ثالثاً بارتكاب الجريمة".

وأوضح المراسل البارز أن "مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، حاول كثيراً على متن الطائرة التي أقلته إلى السعودية، الثلاثاء الماضي، أن يقنع الصحفيين بأن الحوثيين لا يمكنهم أن ينفذوا أو يمتلكوا الوسائل الكافية لتنفيذ الهجوم كما يدعون".

وأشار وينتور إلى أن بومبيو في الوقت الذي كان يتهم فيه الحوثيين بالكذب "لم يلحظ أن رئيسه يكذب بشكل مفضوح، وبشكل يومي، بل وفي الحقيقة فإن دونالد ترامب الذي أصبح البحث عن الحقيقة مهمة جانبية بالنسبة له، قد أدلى خلال 928 يوماً في الحكم بنحو 1201 كذبة أو ادعاء مخادع، حسب موقع تقصي الحقائق التابع لجريدة واشنطن بوست".

وقال: "كذلك فإن أي شخص تابع تصريحات المسؤولين السعوديين خلال الأيام السبعة عشر التي أنكروا فيها معرفة أي شيء عن الصحفي جمال خاشقجي بعدما قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، يعرف أن المسؤولين السعوديين اشتهروا بالكذب، أو على الأقل يسمحون لأنفسهم بالتعرض للخداع في مسائل تتعلق بالمصالح القومية".

وأردف المراسل أن "إيران أيضاً تدخل ساحة المحكمة الدولية الشعبية ويداها ملطختان بأكاذيب كثيرة، فقد اعتادت على استخدام وكلائها في ارتكاب أعمال كثيرة نيابة عنها".

ولفت وينتور إلى أنه في الفترة القادمة وبدون شك سيتم استخدام الكثير من وسائل الخداع لإقناع العقلية الغربية بأن إيران شنت هجوماً عسكرياً على السعودية، مبيناً أنه "في عصر الإعلام الحديث، الذي أصبح كل شيء فيه عرضة للتكذيب والاستقصاء، سيتحتم على الساسة أن يعملوا بجد أكبر لإقناع قاعدتهم الانتخابية بصدق كلامهم، خاصة عندما يسعون للتمهيد لعمل عسكري".

وكانت جماعة الحوثيين اليمنية تبنت، السبت الماضي، الهجوم على منشأتي أرامكو (خريص وبقيق)، وقالت إن الهجوم نُفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشراً ودقيقاً، وجاء بعد "عملية استخبارية دقيقة ورصد مسبق"، وتعاون مع من وصفتهم بـ"الشرفاء".

من جانبها أعلنت وزارة الداخلية السعودية استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد بطائرات مسيرة.

وتقول واشنطن إن الهجوم لم يأتِ من اليمن، بل من إيران أو العراق، وإنه "ربما استهدف بصواريخ كروز وطائرات أيضاً".