علاقات » اميركي

مسؤول أميركي يؤكد بدء سحب "باتريوت" ومقاتلات من السعودية

في 2020/05/08

أسوشييتد برس-

صرح مسؤول أميركي، أن الولايات المتحدة شرعت في سحب بطاريتي صواريخ باتريوت وبعض الطائرات المقاتلة من السعودية، وسط توترات بين المملكة وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنتاج النفط.

وقال المسؤول إن القرار تضمن سحب بطاريتين كانتا تحرسان منشآت نفطية في السعودية، لكنه ترك بطاريتي باتريوت أخريين في قاعدة الأمير سلطان الجوية في الصحراء السعودية إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي الأخرى ومقاتلات نفاثة.

ويقلص القرار من الوجود الأميركي في السعودية بعد أشهر فقط من بدء البنتاغون تعزيزا عسكريا هناك لمواجهة التهديدات التي تشكلها إيران. 

وبحسب المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخول مناقشة عمليات عسكرية حساسة، فإن حوالي 300 جندي يشغلون البطاريتين سيغادرون السعودية أيضا. وتأتي هذه الخطوة في حين أرسلت الولايات المتحدة منظومات باتريوت إلى العراق لحماية القوات الأميركية والقوات الحليفة هناك والتي تعرضت لهجوم صاروخي إيراني في وقت سابق من هذا العام.

ولدى الجيش الأميركي عدد محدود من تلك المنظومات التي يجب إعادتها إلى الوطن بشكل روتيني لتحديثها، ويتم توجيه بطاريتي باتريوت أخريين موجودتين في منطقة الشرق الأوسط أيضاً إلى الولايات المتحدة، في إعادة توزيع مخطط لها للصيانة والتحديث.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان نزاع النفط الجاري أو الصراع على سحب أنظمة باتريوت المرغوبة كثيراً هو العامل الرئيسي في قرار الولايات المتحدة بسحب المنظومات من المملكة.

وعندما زادت السعودية من إنتاج النفط وخفضت الأسعار هذا العام، اتهم الجمهوريون المملكة بدفع زيادة الاضطراب في سوق النفط التي كانت تعاني بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.

ويضر تقلب وتحطيم الأسعار منتجي النفط الصخري الأميركي، ما يؤدي إلى تسريح العمال في الصناعة، ولا سيما في الولايات التي يديرها الجمهوريون.

وحذر بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في أواخر مارس / آذار من أنه إذا لم تغير السعودية مسارها، فإنها تخاطر بفقد الدعم الدفاعي الأميركي ومواجهة مجموعة من "أساليب الدولة" مثل التعريفات والقيود التجارية الأخرى والتحقيقات والعقوبات.

وقال المسؤول الأميركي إن منظومة "ثاد" للدفاع ضد الصواريخ البالستية ستبقى أيضا في السعودية. وتكمل "ثاد" منظومة "باتريوت" من خلال توفير دفاع ضد الصواريخ البالستية التي تحلق خارج الغلاف الجوي للأرض.

ولم ترد الحكومة السعودية والسفارة السعودية في واشنطن بعد على طلب للتعليق. وبالمثل، لم تعترف وسائل الإعلام التي تديرها الدولة في المملكة بعد بسحب القوات الأميركية.
وأعلن البنتاغون العام الماضي أنه سيبدأ نشر قوات وبطاريات باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية، وهي مركز عسكري أميركي سابق.

وكانت هذه الخطوة واحدة من العلامات الأكثر إثارة لقرار أميركا بتعزيز القوات في الشرق الأوسط رداً على التهديدات من إيران. وعندما زار الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، القاعدة في وقت سابق من هذا العام، زاد وجود القوات الأميركية إلى 2500 جندي تقريبًا.

وفي ذلك الوقت، أخبر ماكنزي الصحافيين معه أن القاعدة كانت موقعًا استراتيجيًا رئيسيًا، لكن استمرار وجود القوات والأسلحة هناك سيعتمد على احتياجات الأمن القومي الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وتصاعدت التوترات مع إيران طوال الصيف والخريف الماضيين، حيث ألقت الولايات المتحدة باللوم على طهران في استخدام الألغام لاستهداف ناقلات النفط بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي ومهاجمة منشآت النفط السعودية.

وبلغ العنف ذروته عندما نفذت الولايات المتحدة غارة بطائرة بدون طيار في العراق أودت بحياة قاسم سليماني، أبرز جنرال في إيران.

ورداً على ذلك، أطلقت إيران في 8 يناير/ كانون الثاني صواريخ بالستية على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق حيث كانت القوات الأميركية تتمركز، مما تسبب في إصابة أكثر من 100 شخص بإصابات في الدماغ.

وفي وقت الهجوم، لم يكن لدى الولايات المتحدة دفاعات باتريوت في تلك القواعد لأنها اعتبرت مواقع أخرى، في السعودية وأماكن أخرى في الخليج، أهدافًا إيرانية أكثر احتمالًا.

وبعد الهجوم، قررت الولايات المتحدة نقل صواريخ باتريوت إلى العراق لمنح القوات المزيد من الحماية من الصواريخ. ولا تزال التوترات مع إيران. وتورط الحرس الثوري شبه العسكري في حادثة متوترة في الخليج العربي الشهر الماضي، واقتربت قوارب الحرس الصغيرة مرارًا وتكرارًا بشكل خطير من السفن الحربية الأميركية، وعبرت أمامها عدة مرات. ويعتقد أن الحرس سيطر لفترة وجيزة على ناقلة نفط ترفع علم هونغ كونغ.