علاقات » اميركي

العلاقات الأميركية السعودية.. لم تعد صالحة بعد اليوم

في 2020/05/09

موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت- 

"حان الوقت لإعادة النظر في العلاقات الأميركية السعودية"، هكذا عنون الكاتب الأمريكي دان ديبيتريس مقالته في موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت (Responsible Statecraft).

الكاتب توقّف عند الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشهر الفائت، والذي هدّد فيه ترامب بسحب القوات والمعدات العسكرية الأميركية من المملكة في حال استمرار حرب أسعار النفط بينها وبين روسيا، فرأى أن الضغوط التي مارسها ترامب على الرياض لعبت دورًا على الأرجح في التوصل إلى الاتفاق، واعتبر أن ما حصل يحمل معه درسًا أكبر للسياسة الخارجية الأميركية، وهو أن المملكة تحتاج الولايات المتحدة أكثر بكثير من العكس.

وبحسب الكاتب، العلاقات الاميركية السعودية تحتاج إلى عملية إعادة رسم، والسياسة المتبعة حاليا بإرسال القوات إلى المملكة من أجل "حماية الاخيرة" رغم أن الرياض تنفق مبالغ هائلة على جيشها، هي سياسة لا تنسجم وواقع اليوم.

وأشار دان ديبيتريس إلى التقارير الصادرة مؤخرًا التي أفادت بأن الولايات المتحدة تقوم بسحب القوات والمعدات من السعودية، وقال إنه وفي حال نفذ ذلك بالفعل فإنه قد يشكل نقطة إنطلاق لعملية اعادة تقييم للعلاقات بين واشنطن والرياض.

وقال إن المعادلة القديمة التي اسست عليها العلاقات الاميركية السعودية على مدار خمسة وسبعين عامًا، وهي توفير الامن للرياض مقابل أن تؤمن الاخيرة تدفق النفط بالشكل الذي يناسب واشنطن، هي معادلة لم تعد صالحة اليوم كما كانت في الماضي.

وبرأي الكاتب، التفاهم الذي تم التوصل إليه بين الجانبين عام 1945 انتهت صلاحيته في ظل معارضة الشارع الاميركي لإرسال القوات إلى الشرق الاوسط وارتكاب الرياض أخطاء فادحة على صعيد السياسة الخارجية.

ولفت الى أن واشنطن لم تعد تحتاج النفط السعودي لتشغيل صناعاتها أو لتحقيق نمو اقتصادي، وقال إن هبوط أسعار النفط خلال الاشهر القليلة الماضية بيّن أن السعودية أصبحت خصمًا للولايات المتحدة في مجال الطاقة.

هذا وتحدث الكاتب عن ارتكاب الرياض العديد من الأخطاء الفادحة في مجال السياسة الخارجية منذ مجيء ابن سلمان، ووصف الحرب على اليمن بأنها "أسوأ كارثة للسعودية على صعيد السياسة الخارجية منذ تأسيسها".

ولفت الى أن أنظمة السلاح الاميركية التي تم بيعها للسعودية والإمارات وقعت في ايدي جماعات متطرفة ومن بينها جماعات على صلة بتنظيم القاعدة، مؤكدًا أن واشنطن تقوم بحماية الرياض في الامم المتحدة من تهم إرتكاب جرائم حرب في اليمن، وذلك على الرغم من أن ليس لدى واشنطن أيّة مصلحة على صعيد الامن القومي في الحرب الدائرة في اليمن.

 تهديد ترامب لابن سلمان يؤكد من هو الطرف الأقوى

 بدوره، تناول الكاتب سيمون هندرسون في مقالة نشرها موقع "ذا هيل" تهديد ترامب لولي العهد السعودي بوقف الدعم العسكري في حال عدم تقليص الرياض إنتاج النفط، وما أفيد عن سحب الولايات المتحدة جنودها والمعدات العسكرية من المملكة.

وقال الكاتب إن ترامب ربما كان يقوم بليّ ذرع ابن سلمان، أو أن ما حصل جاء ليذكر من هو الطرف الأقوى في العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض.

وحول الكلام عن "احتواء" إيران، أشار الكاتب إلى المواجهات التي حصلت بين الزوارق السريعة التابعة للقوات الإيرانية والسفن العسكرية الاميركية، وذلك في شهر نيسان/أبريل الماضي.

كما لفت إلى أن الحوثيين (أنصار الله) في اليمن قاموا بإطلاق صاروخ، زوّدتهم به إيران، على العاصمة السعودية الرياض في شهر آذار/مارس الماضي.

وخلص هندرسون الى أن "التحدي" بالنسبة للولايات المتحدة هو توفير الردع المناسب ضد إيران والتكتيكات الجديدة التي تتبناها.