نيويورك تايمز-
وصف المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان وزير خارجية بلاده مايك بومبيو بأنه “الأسوأ” الذي تولى المنصب أبدا، وتساءل عن سبب صمت الجمهوريين عما حدث تحت ناظري وزير.
وقال: “لو ظننت أن الصوت العالي لتغريدات ترامب وأخبار فوكس نيوز والتي ارتفع صوتها في الأسابيع القليلة الماضية، كان بهدف حرف النظر عن 100.000 أمريكي تقريبا ماتوا بسبب كوفيد-19 فقط، بل وكان حرف النظر عما حدث تحت سمع وبصر الرئيس (دونالد) ترامب من أن بلدنا عانى أول هجوم قاتل على التراب الأمريكي منذ هجمات 9/11 وخطط له في الخارج”.
ويقصد فريدمان ما أكده وزير العدل ويليام بار ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الأسبوع الماضي وبناء على البيانات التي تم الحصول عليها من هاتف المتدرب السعودي في القاعدة الجوية بينساكولا، فلوريدا، الذي قتل في 6 كانون الأول/ ديسمبر ثلاثة ملاحين وجرح ثمانية آخرين، بأنه كان هجوما إرهابيا.
وأكدت البيانات أن المتدرب محمد سعيد الشمراني وبشكل “قاطع” انضم إلى الجيش السعودي وقبل وصوله إلى أمريكا للقيام “بعملية خاصة”.
وكان نجاح الشمراني بقتل ثلاثة ملاحين في قاعدة أمريكية “فشلا للمخابرات الأمريكية والسعودية”. و”أعني، من يجب أن يتعرض للتدقيق قبل أن يتلقى التدريب في قاعدة جوية أمريكية أكثر من السعوديين؟” ولكن إدارة ترامب لم تكن تعرف ما يجري تحت نظرها.
ولاحظت صحيفة “واشنطن بوست” أن المحققين وجدوا أدلة بعد الهجوم أن 17 زميلا للشمراني “شاركوا مواد إسلامية متطرفة ومعادية لأمريكا على منصات التواصل الاجتماعي فيما كان لدى آخرين مواد إباحية عن الجنس مع الأطفال، ونتيجة لهذا فقد تم فصل 21 مرشحا سعوديا من برنامج التدريب ورحلوا إلى بلدهم”.
ويعلق الكاتب أن الفشل الاستخباراتي في الكشف عن أول عملية إرهابية على التراب الأمريكي منذ هجمات 9/11، أمر تتوقع من وزير الخارجية مايك بومبيو التعبير عن غضبه منه.
ففي النهاية كان بوميبو رأس الحربة في الكونغرس عندما قاد التحقيقات في المسؤولية المفترضة لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، وفشلها في منع الهجوم الإرهابي الذي قتل فيه سفير الولايات المتحدة بليبيا عندما هاجم متطرفون مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 أَيْلول/ سبتمبر 2012. “آه، هل نسيت حملة عضو الكونغرس بومبيو المتواصلة لتوريط هيلاري في بنغازي؟ حسنا دعوني أحرك ذاكرتكم”، وينقل فريدمان ما كتبته صحيفة “الغارديان” البريطانية عن التحقيق الذي أجرته اللجنة المختارة في مجلس النواب وقاده الجمهوري تري غاودي في تموز/ يوليو 2016. فهي “لم تعثر على أي دليل عن تورط وزيرة الخارجية في حينه هيلاري كلينتون في الموت”.
وبعد ساعات قال البيت الأبيض الذي كان يسكنه باراك أوباما إن هذا هو ثامن تحقيق تجريه لجنة في الكونغرس في الهجوم وهو أطول من التحقيق في هجمات 9/11 أو بيل هاربر واغتيال جي أف كيندي أو فضيحة إيران- كونترا أو ووتر غيت.
وبهذا المعنى قاد بومبيو حملة لوم كلينتون على هجوم بنغازي الذي وجدته لجان الكونغرس بلا معنى. ولكن بومبيو حصل من وراء هذا على انتباه في قناة فوكس نيوز ومن حملة ترامب. وكانت جائزته هي تعيينه مديرا للسي آي إيه ثم وزيرا للخارجية.
وحدث أول هجوم إرهابي منذ هجمات القاعدة على التراب الأمريكي وتم التخطيط له في الخارج حين كان بومبيو وزيرا للخارجية. وهذا “أمر يستحق التحقيق كما يقول بومبيو”.
ويقول فريدمان إنه لا يعرف عن الفترة التي قضاها بومبيو مديرا للسي آي إيه باستثناء أنه كان يقضي وقته في البيت الأبيض مع ترامب. ولكنه يعرف فترته كوزير للخارجية، فهو أسوأ وزير بدون أي إنجاز.
وأضاف أن هذا الوصف كان مقتصرا على ريكس تيلرسون ولكن الفرق هو أن تيلرسون كان غير فاعل ولكن كانت عنده أخلاق وكرامة. وهذه ليست متوفرة في بومبيو. و”يجب عليه دفع أموال دافعي الضرائب التي أنفقت عليه لتلقي تعليمه في ويست بوينت”.
ويعتقد فريدمان أن إنجازي بومبيو كوزير للخارجية هما طعن اثنين من مسؤولي الوزارة البارزين في الظهر. واحدة، هي السفيرة الأمريكية البارزة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، والتي عزلها بومبيو بناء على طلب من ترامب ومحاميه روديو جولياني. أما المسؤول الثاني فهو المفتش العام للوزارة ستيف لينك الذي طلب بومبيو عزله لأنه كان يحقق في جهود بومبيو تجنب الحظر على بيع السلاح الأمريكي إلى السعودية. ولأنه طلب من موظفي الوزارة القيام بمهام خاصة به وبزوجته.
ويعلق أن هذا العمل لو حدث تحت نظره لفتحت أبواب جهنم، أي تخطيط عمل إرهابي هو الأول منذ عام 2001 وعزل مسؤولين بارزين في الخارجية إضافة للزعم أن الصين هي التي خلقت فيروس كورونا في مختبر في مدينة ووهان. وهو ما قاله بومبيو في تصريحات لشبكة “إي بي سي”.
ويقول فريدمان إن بومبيو معروف بإيمانه بنظريات المؤامرة، ولكن الكاتب لا يستبعد فكرة تسرب الفيروس الذي كان يحلل في مختبرات ووهان عبر دراسة الوطاويط. إلا أن علماء الفيروسات والمخابرات الأمريكية استبعدوا فكرة تخليقه من خلال الإنسان.
وعبر الكاتب عن عدم حرفية بومبيو في هذا الموضوع عندما ذكر في نفس المقابلة عن نتيجة الاستخبارات الأمريكية وأنها لم تتوصل إلى تسرب الفيروس من مختبر، إذ تراجع بعدما ظل يؤكد أن الصين هي التي سربت الفيروس القاتل والذي أدى لوفاة مئات حول العالم. وكشف الكاتب عن استخدام سوزان زوجة بومبيو الخارجية لعقد مناسبتين لجمع التبرعات وبناء قاعدة دعم لزوجها حالة ترشحه للرئاسة. ويحلم بومبيو وزوجته بدخول البيت الأبيض وكما كشفت شبكة إي بي سي فإن 29% من المدعوين للمناسبتين جاءوا من عالم المال والأعمال. وجاء ربعهم من عالم الترفيه والإعلام وبحضور واسع من الإعلام المحافظ. وهناك نسبة 30% يعملون في السياسة والحكومة و14% من الدبلوماسيين وأعضاء في مجلس النواب والشيوخ.