مارك شامبيون- وكالة بلومبرج الأمريكية-
ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان"، ورئيس تركيا "رجب طيب أردوغان"، ورئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، ورئيس روسيا "فلاديمير بوتين"، ورئيس الصين "شي جين بينج"، ورئيس كوريا الشمالية "كيم جونج أون"، ورئيس البرازيل "جاير بولسونارو"..
هل ثمة إجماع واحد يمكن تصوره في خارطة تضم جميع هذه الأسماء؟
الإجابة بنعم سجلها مقال لكبير مراسلي الشؤون الدولية في وكالة "بلومبرج" الأمريكية، "مارك شامبيون".
فرغم ما بين الزعماء السبعة من تناقضات كبيرة في المصالح الإقليمية والدولية، لكنهم يتفقون على تفضيل فوز الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" بولاية رئاسية ثانية، ما يجعل سيناريو إخفاقه بالانتخابات المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كما تشير استطلاعات الرأي حتى اليوم، خسارة لهم كما هي خسارة له.
وعلى الرغم من أن عديد الحكومات قد تحتفل على الأرجح بنهاية أكثر الرئاسات الأمريكية فوضوية في العصور الحديثة، في حال خسارة الرئيس الجمهوري، لكن حكومات أخرى سيكون لديها سبب لافتقاده، بالنظر إلى سجل "ترامب" الإيجابي مع مصالحها وعلاقاته مع زعمائها، حسبما يؤكد "شامبيون" في مقاله.
القاسم المشترك بين هذه الحكومات هو قيادتها السلطوية، بحسب تعبير "شامبيون"، والتي تخشى من رحيل "ترامب" لأنه يعني خسارتهم لمكتسبات السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض، و"عودة السياسة الخارجية الأمريكية الأكثر تقليدية".
فخسارة "ترامب" تعني إصلاح الولايات المتحدة لتحالفاتها وإعادة تعزيزها لعالمية قيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ، وهو ما عبر عنه منافس "ترامب"، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية "جو بايدن"، قائلا: "هذا الرئيس (ترامب) يحتضن كل البلطجية في العالم".
"محمد بن سلمان"
ظلت السعودية قبلة في سياسة "ترامب" الخارجية طوال سنوات حكمه الأربع، إلى حد اختياره الرياض كأول زيارة خارجية له عام 2017، حيث تم استقباله بصورة ضخمة لوجهه، عُرضت على واجهة الفندق الفخم الذي أقام فيه الوفد المرافق له.
وحقق "بن سلمان" من علاقته بـ"ترامب" مكاسب مهمة، أهمها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الخصم اللدود لبلاده.
كما قدم "ترامب" دعمًا شخصيًا لولي عهد المملكة واستخدم حق النقض ضد عقوبات الكونجرس عندما كان "بن سلمان" محاصرا باتهامات مفادها أنه من أمر بقتل منتقد النظام السعودي البارز "جمال خاشقجي" في 2018.
لكن كانت هناك خيبات أمل للسعودية تجاه "ترامب"، خاصة فشله في الرد عسكريًا بعد هجوم عام 2019 على منشآت نفطية شرقي المملكة، نسبته الولايات المتحدة إلى إيران.
ورغم أن القادة السعوديين يقولون إنهم واثقون من قدرتهم على العبور إلى رئاسة أمريكية يقودها "بايدن"، لكن خسارة "ترامب" ترجح عودة التركيز الأمريكي التقليدي على حقوق الإنسان، وقد يفتح ذلك الباب لإحياء الاتفاق مع إيران.