موقع فوكس الأمريكي-
نشر موقع “فوكس” تقريرا عن “المعركة حول صفقة ترامب الضخمة إلى الإمارات”. وقال فيه أليكس وورد، الذي حاول تفسير تعجل دونالد ترامب بيع أسلحة بقيمة 23 مليار دولار إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إن لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس اجتمعت في جلسة سرية يوم الإثنين وبعد نهايتها كتب أحد المشاركين تغريدة عبرت عما يدور من خلافات حول الصفقة.
وكتب السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي: “إن هناك أسئلة كثيرة مثيرة لم تستطع الإدارة الرد عليها”. ومن “الصعب التقليل من خطورة التعجل بها”. وتؤكد التعليقات المعركة السياسية المتزايدة حول صفقة السلاح التي أعلن عنها بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر التي ستؤثر بالتأكيد على علاقة الولايات المتحدة بحليفتها الديكتاتورية وميزان التسلح في الشرق الأوسط. ويريد ترامب بيع 50 طائرة إف-35 و20 طائرة “بريتدور” بدون طيار و14.000 قنبلة وذخيرة إلى الإمارات ويريد تمرير الصفقة قبل وصول الرئيس المنتخب جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض وإمكانية منع الصفقة.
وربطت الإدارة صفقة التسلح الضخمة بالجهود الواسعة لمواجهة إيران وتطبيع الإمارات علاقتها مع إسرائيل. وفي إعلانه عن الصفقة قال مايك بومبيو: “هذا اعتراف بالعلاقات العميقة وحاجة الإمارات للقدرات الدفاعية المتقدمة للردع والدفاع عن نفسها ضد التهديدات العالية من إيران”. وجاء في البيان أن “الاتفاق التاريخي للإمارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن اتفاقيات إبراهيم هي فرصة واحدة في جيل لتغير المشهد الاستراتيجي للمنطقة وللأحسن”.
لكن عددا من الجمهوريين والديمقراطيين والناشطين يعارضون الصفقة ويقولون إن الإمارات مسؤولة عن قتل المدنيين في اليمن وتمويل المرتزقة الروس في ليبيا، ولا تستحق والحالة هذه أن تحصل على مكافأة بأسلحة أمريكية متقدمة. وقال سيث بيندر من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط والذي يقود منظمات التحكم بالسلاح وحقوق الإنسان لمنع الصفقة: “أن تبيع الآن أسلحة متقدمة الى الإمارات سيكون بمثابة المصادقة على هذه السياسات وتهدد المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي”.
وهذا يعني مواجهة خلال الـ50 يوما المتبقية لترامب في الحكم ومحاولة لوقف آخر صفقة كبيرة له قبل أن تدق عقارب الساعة للنهاية. وقال مايكل هانا، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: “يحدث هذا بسرعة”، مضيفا أن “العملية مهمة والجوهر مهم ولا شي منهما هناك”. وطالما حاولت الإمارات الحصول على سلاح متقدم من الطائرات المسيرة بشكل يجعلها لاعبا أكثر قوة بالمنطقة عسكريا وسياسيا.
وقالت داليا فهمي، الخبيرة بالإمارات بجامعة لونغ أيلاند: “نحن لا نتحدث هنا عن الذهاب إلى الحرب” ولكن “الإمارات تقوم بإعادة تأكيد نفسها بالمنطقة والأمر كله عن استخدام ما ينظر إليه كقوة”. وبعبارات أخرى تريد الإمارات الحصول على المقاتلات الأكثر تقنية في العالم، أف-35، والطائرات المسيرة للرقابة والهجوم لأنها تستطيع رمي ثقلها على الشرق الأوسط. ويبدو هذا منطقيا من الناحية المبدئية، فكل دولة في العالم تبحث عن الأسلحة المتقدمة وزيادة قوتها أينما كانت. لكن السؤال الأكبر، أين ستحاول الإمارات استعراض القوة والتأثير؟
وقال مسؤول في الخارجية إن الصفقة “لا تساعد الولايات المتحدة لو كانت هناك نزعات للمغامرة في ليبيا أو القرن الإفريقي”، مضيفا أن الصفقة قد تكون مساعدة في إطار متعدد وضد إيران. ويفضل ترامب وبايدن استخدام هذه الأسلحة ضد إيران وليس لقصف الأبرياء في اليمن حيث تشترك في تحالف تقوده السعودية. واستغرق النقاش يوم الإثنين في لجنة الشؤون الخارجية ما تقدمت به الإمارات من تعهدات وضمانات للولايات المتحدة مقابل الأسلحة. ولكن تغريدة ميرفي كانت واضحة وهي أن الأجوبة التي قدمت للكونغرس ليست مرضية. ويحاول هو وغيره منع تمرير الصفقة. وفي 18 تشرين الثاني/نوفمبر تقدم ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ، ميرفي والديمقراطي الآخر روبرت ميننديز إلى جانب الجمهوري راند بول، بمشروع قرار لمنع الصفقة. وجاء ببيان لميننديز: “يتدخل الكونغرس مرة ثانية ليلعب دوره في التدقيق ومنع تقديم الربح على الأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائنا وعلى أمل منع سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط”. ويجب التصويت على هذا القرار وغيره قبل 11 كانون الأول/ ديسمبر وإلا ستنتهي مدتها وتفتح الباب أمام ترامب لتمرير الصفقة. وسواء نجحت أم لا فالقرارات تساعد على توضيح النقاشات الخمسة ضد الصفقة.
أولا: وهو متعلق باستخدام الإمارات الأسلحة بطريقة لا تميز وقتل المدنيين في اليمن، وبدون ضمانات فالكونغرس والناشطون لن يوافقوا عليها.
ثانيا: هناك مخاوف تتعلق من خسارة إسرائيل ما يطلق عليه التفوق النوعي بالمنطقة، وهي سياسة أمريكية منذ الحرب في عام 1973، وتخشى إسرائيل وغيرها من منح أف-35 للإمارات مما يؤدي لإلغاء هذا التفوق. لكن هذا الموضوع لم يعد مهما كما تقول باربرا ليف، السفيرة الأمريكية السابقة في الإمارات. وتخلت إسرائيل عن معارضتها للصفقة بعدما وعدتها البنتاغون بالحفاظ على تفوقها. وقالت ليف: “بات الأمر يتعلق بأبعاد السياسة الخارجية للصفقة”.
ثالثا: تحاول إدارة ترامب الدفع بصفقة تأخذ في الأمور العادية سنينا، وكما يقول هانا من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية “يتم التعجيل بهذا وهذه ممارسة غير طبيعية وغير جيدة”، فترامب يريد المضي من الإعلان في الشهر الماضي للتمرير وقبل دخول بايدن البيت الأبيض، ولهذا السبب يحاول الكونغرس منع حدوث هذا.