متابعات-
"وقف دعم السعودية في حرب اليمن - عقوبات محتملة على تركيا - اتفاق أقوى مع إيران - إقرار القدس عاصمة لإسرائيل - تقارب مع الصين"..
عبرت هذه العناوين عن خارطة سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" كما رسمها مرشحه لوزارة الخارجية "أنتوني بلينكن" خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، استمرت 4 ساعات.
وأجاب "بلينكن"، خلال الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على ترشيحه لمنصبه، عن مجموعة واسعة من موضوعات السياسة الخارجية، موضحا كيف ستخط إدارة "بايدن" مساراً بعد خروج "دونالد ترمب" من البيت الأبيض.
وأكد وزير الخارجية المحتمل بوضوح أن إدارة "بايدن" ستوقف دعمها للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، مشيرا إلى تداعيات الحرب التي خلفت "مكانا لأسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حسب تعبيره.
وأقر "بلينكن" بأن "الحوثيين يتحملون مسؤولية كبيرة حيال ما يحصل في اليمن"، لكنه نوه في الوقت ذاته إلى مراجعة فورية لإعلان إدارة "ترامب" تصنيفهم منظمة إرهابية، لما قد يخلفه ذلك من تفاقم لتدهور الأوضاع الإنسانية.
القضية الفلسطينية
وحول موقف إدارة "بايدن" من القضية الفلسطينية، ذكر "بلينكن" صراحة أن خطته للسياسة الخارجية تقوم على إبقاء السفارة الأمريكية في القدس المحتلة ومواصلة الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
وشدد "بلينكن" على أن مسؤولي إدارة "بايدن" سيواصلون الدعم الذي يقدمونه لإسرائيل واصفا دولة الاحتلال بأنها "أهم حليف للولايات المتحدة بالمنطقة".
وفي السياق ذاته، قال "بلينكن" إن "بايدن" يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي هي "حل الدولتين"، لكنه شكك بإمكان إنجاز هذا الحل على المدى القصير، ودعا الإٍسرائيليين والفلسطينيين فوراً "لتجنب اتخاذ خطوات تزيد عملية السلام تعقيداً".
العلاقة مع تركيا
وعن علاقة واشنطن وأنقرة، وصف "بلينكن" تركيا بأنها "شريك استراتيجي مزعوم" للولايات المتحدة، مشيرا إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها؛ بسبب مضيها قدمها في شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع.
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "دونالد ترامب" عقوبات في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استهدفت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها "إسماعيل دمير"، و3 موظفين آخرين؛ بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، ما زاد من تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين.
وفي السياق، قال "بلينكن": "فكرة أن يكون ما يسمى بشريك استراتيجي لنا على وفاق مع أحد كبار منافسينا الاستراتيجيين في روسيا غير مقبولة"، مضيفا: "أعتقد أننا بحاجة إلى النظر لمعرفة تأثير العقوبات الحالية ثم تحديد ما إذا كان هناك إجراءات أخرى يتعين القيام بها".
الاتفاق النووي
يأتي ذلك فيما أكد "بلينكن" أن إدارة "بايدن" مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران "بشرط أن توفي طهران مجدداً بالتزاماتها"، مشيرا إلى أن الرئيس المنتخب "يعتقد أنه إذا عادت إيران إلى التقيد (بالاتفاق)، فنحن أيضاً سنتقيد به".
ونوه "بلينكن" إلى أن إدارة "بايدن" ستعود للاتفاق النووي مع إيران "كنقطة انطلاق، مع حلفاء الولايات المتحدة سعياً إلى اتفاق أقوى.. يستمر وقتاً أطول"، حسب قوله.
واعتبر المرشح المحتمل لوزارة الخارجية الأمريكية أن الوصول لاتفاق مستدام مع إيران يفترض أن يشمل برنامجها للصواريخ الباليستية و"أنشطتها المزعزعة" للشرق الأوسط، حسب تعبيره، معتبرا أن هذا الشرط غير متوافر حالياً.
ويرى "بلينكن" أن انسحاب الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بقرار من الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترمب" فاقم التهديد النووي الإيراني، مؤكدا أن "إيران ستكون أكثر خطورة مما هي عليه الآن في حال امتلكت السلاح النووي أو أوشكت على تصنيعه سريعاً".
وأشار إلى أن الوقت الذي ستستغرقه إيران لصنع مادة انشطارية تكفي لصنع سلاح نووي واحد قد تراجع إلى 3 أو 4 أشهر بعد أن كان أكثر من عام بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
المنافسة مع الصين
وفيما يتعلق بعلاقة الولايات المتحدة مع منافسها الاستراتيجي الأول عالميا، جدد "بلينكن" التأكيد على رؤية إدارة "بايدن" بشأن اعتبار "الصين أكبر تحد أمام الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى".
ويرى "بلينكن" أنه "على الولايات المتحدة أن تبدأ التقارب مع الصين من مبدأ قوة وليس مبدأ ضعف"، معتبرا أن "جزءاً من تلك القوة هو في العمل مع الحلفاء والمشاركة مع المؤسسات الدولية".
وأعرب عن تأييده لموقف "دونالد ترمب" "الحازم" من الصين، حتى لو لم يتفق مع أساليب إدارته، قائلا: "أنا لا أتفق كثيراً مع الطريقة التي اتبعها (ترامب) في ذلك في عدد من المجالات (تجاه الصين)، لكن المبدأ الأساسي كان صحيحاً وأعتقد أن هذا مفيد بالفعل لسياستنا الخارجية".
كما أكد "بلينكن" أنه يؤيد القرار الذي اتخذته إدارة "ترامب"، الذي يتهم الصين بـ"ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية" بإقليم تركستان الشرقية، غربي البلاد.
ووصل "بايدن"، الأربعاء، إلى واشنطن قبل تنصيبه رئيسا للبلاد، بينما يغادر "ترامب" العاصمة الأمريكية إلى قاعدة "أندروز" قبيل مغادرته إلى فلوريدا.
ولن يشارك "ترامب" في استقبال "بايدن" متجاهلا أحد أعرق التقاليد الأمريكية في عملية نقل السلطة، على أن يقوم رئيس العمليات والخدمات المنزلية في البيت الأبيض، "تيموثي هارليث" بالترحيب واستقبال الرئيس المنتخب.