علاقات » اميركي

بالكواليس أو العلن.. بن سلمان يرسل إشارات غير مباشرة لبايدن

في 2021/01/20

متابعات-

من ترأس قمة المصالحة الخليجية، إلى تخفيض طوعي لإنتاج نفط المملكة لتحقيق استقرار الأسواق، إلى الكشف عن مدينة جديدة لا تصدر انبعاثات كربونية..

جميع الخطوات اعتبرها دبلوماسيون ومحللون محاولات مستميته ومكثفة من ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" للفت انتباه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بطريقة غير مباشرة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 دبلوماسيين أجانب قولهم إن "بن سلمان" يتحرك سواء خلف الكواليس أو على الملأ، لتقديم نفسه في صورة رجل الدولة الذي يعول عليه، وإرساء نبرة عملية في التعامل مع إدارة "بايدن" المقبلة الأقل مجاملة وخاصة فيما يتعلق بإيران.

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين، والذي يوجد في المنطقة، إن ولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة، يدرك أن عهدا جديدا بدأ سيكون مختلفا عن عهد "دونالد ترامب" حليف الأمير السعودي السابق.

واعتبر الدبلوماسي أن الرياض بحاجة لتقديم بعض التنازلات في القضايا الخلافية مثل حقوق الإنسان من أجل التركيز على أولويات إقليمية مثل الاتفاق النووي الإيراني.

وقال الدبلوماسي: "السعوديون لا يريدون إعادة اتفاق 2015 إلى المائدة"، مضيفا أن اللفتات الإيجابية الأخيرة من جانب الرياض ترتبط كلها بالتغيير الحاصل في واشنطن بطريقة أو بأخرى.

ورأى أن من هذه التحركات أحكاما أصدرتها في الآونة الأخيرة محاكم سعودية على ناشطة حقوقية بارزة (لجين الهذلول) وعلى طبيب أمريكي من أصل سعودي (وليد فتيحي)، وقد أظهرت قرارات الإدانة أن الرياض لن تطيق أي معارضة وفي الوقت نفسه كانت أحكام السجن المخففة بمثابة لفتة موجهة إلى واشنطن.

وكان الرئيس المنتخب "جو بايدن"، الذي تشير التوقعات إلى أنه سيستأنف التواصل مع إيران، قال إنه سينهج نهجا أشد صرامة فيما يتعلق بسجل السعودية في حقوق الإنسان وحرب اليمن.

ويرى مراقبون أن جزءا من محاولة "بن سلمان" لفت انتباه "بايدن" وهي القلق من صواريخ إيران الباليستية وشبكة من الفصائل المسلحة تعمل لحسابها على المستوى الإقليمي.

ويدور تنافس منذ عشرات السنين بين المملكة وإيران على النفوذ الإقليمي، وشكّل هذا التنافس الصراعات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وفي 13 يناير/كانون الثاني الجاري، ظهر "بن سلمان" في حدث نادر على شاشة التلفزيون للكشف عن مدينة جديدة لا تصدر عنها أي انبعاثات كربونية في أول مشروع إنشائي كبير في منطقة نيوم التي تبلغ استثماراتها 500 مليار دولار، والتي لم تشهد أي تقدم يذكر منذ الإعلان عنها وسط ضجة كبرى في 2017.

ومن المعروف أن "بايدن" من مؤيد الاعتماد على الطاقة المتجددة لتقليل الانبعاثات الكربونية.

وبعد بضعة أيام، ظهر "بن سلمان" وحده في مخيمه الخاص في الصحراء وهو يعلن عن فرص استثمارية بما قيمته 6 تريليونات دولار في خطاب عبر الإنترنت ألقاه في المنتدى الاقتصادي العالمي.