إنتلجنس أونلاين -
استهدف الحوثيون باليمن منشآت نفطية في الرياض 19 مارس/آذار 2020، بعد أقل من أسبوعين على شن هجوم على مصفاة رأس تنورة النفطية، وأيام قليلة من مهاجمة مطار أبها بطائرات من دون طيار.
منذ الهجمات على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" في بقيق سبتمبر/أيلول 2019، أُغرقت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بالغارات الكثيفة التي يشنها الحوثيون عبر الطائرات من دون طيار؛ حيث لا تستطيع بطارياتها من صواريخ باتريوت اعتراضها بالكامل.
وحاليا، تسعى هذه القوات سرا لتطوير برنامج للحصول على نظام دفاعي مكون من أجهزة استشعار وصواريخ ومراكز تحكم وقيادة، والذي سيكون قادرا على التعامل مع هذا التهديد.
"ريثيون"
وحسب مصادر موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي، تعد "ريثيون" الأوفر حظا للفوز بالعقد. إذ تتولى الشركة بالفعل عقد صيانة واستبدال صواريخ "باتريوت" في السعودية، وتعرف جيدا متطلبات العمل في القطاع الدفاعي بالمملكة.
وفي ظل رؤية لها لفوز بالعقد، أجرت "ريثيون" بعض التغييرات على فرعها المحلي في الرياض؛ حيث استبدلت الرئيس التنفيذي "كورت أمند" بـ"ديفيد هانلي". كما عينت "بيل بليك" ، مديرها السابق في السعودية، مستشارا للمشروع لعدة أشهر.
أيضا بذلك شركة "ريثيون" جهودا مضاعفة للامتثال للقيود التي فرضها ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" على الشركات الراغبة في الحصول على عقود دفاع بالمملكة (من أجل توطين الصناعات العسكرية). إذ وقعت مؤخرا اتفاقية مشاركة صناعية مع "الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية".
وبشكل أكثر حكمة، نأت الشركة أيضا بنفسها عن الأشخاص والجماعات التي عملت معها في الماضي، مثل شركة "موارد" القابضة (شركة سعودية عاملة في قطاع الاتصالات). ومع ذلك، فهي لا تزال مساهما مشاركا في هذه الشركة التي زودت القوات الجوية الملكية السعودية بمركز للقيادة والتحكم، إلى جانب مجموعة "عذيب"، التي يسيطر عليها نجل "أحمد بن عبدالعزيز"، شقيق الملك "سلمان"، الذي سبق أن انتقد سياسة "محمد بن سلمان".
ولتحقيق أهدافها الصناعية في الرياض، تعمل "ريثيون" أيضا مع "جينتري ستيفنز"، الذي ساعد شركة "بوينج" على التعاون مع "الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية" و"الشركة السعودية للصناعات العسكرية".
"إل ثري هاريس"
ومع ذلك، فإن "ريثيون" تواجه منافسة من شركة أمريكية أخرى للفوز بالعقد، وهي شركة "إل ثري هاريس"، التي تشارك أيضا بقوة في قطاع الصناعات الدفاعية بالسعودية، وتبذل كل ما في وسعها لتحظى بالقبول في إطار الهندسة الجديدة لهذا القطاع بالمملكة.
وفي هذا الصدد، أجرت "إل ثري هاريس" محادثات، في فبراير/شباط الماضي، بشأن مشروعها المشترك مع "الشركة السعودية للصناعات العسكرية" لإثبات دعمها لجهود ولي العهد (في توطين الصناعات الدفاعية).
كما وظفت الشركة أيضا بعضا من أوائل المهندسين السعوديين الذين عملوا في "معهد الأمير سلطان لأبحاث التكنولوجيا المتقدمة"، التابع لوزارة الدفاع السعودية، على أول نظام مضاد للطائرات بدون طيار في المملكة.
وتحاول "إل ثري هاريس"، أيضا، أن تنأى بنفسها عن شركائها المحليين السابقين، مثل "الشركة السعودية للطيران" (ساك)، وهي شركة تابعة امجموعة "محورين" القابضة المملوكة لـ"تركي بن عبدالله"، نجل الملك الراحل "عبدالله"، الذي بات محروما من المنافع المُسْبَغَة على الأمراء الآخرين.
سباق الضغط
إضافة إلى جهودهما التجارية في الرياض، يجب على الشركتين الأمريكيتين أيضا ضمان استجابة إدارة "جو بايدن"؛ نظرا للحظر الذي فرضته الأخيرة على بيع الأسلحة إلى المملكة بسبب استخدامها في الصراع باليمن.
ومع ذلك، فقد أرسلت "البنتاجون"، مؤخرا، مستشارين وقوات للمساعدة في حماية السعودية من هجمات الطائرات بدون طيار؛ ما قد يدعم فرص "ريثيون" و" إل ثري هاريس" للفوز بالعقد.
وفي هذا الصدد، استأجرت "ريثيون"، "ماني أورتيز" من شركة الضغط "فانتاج نايت"، وهو من المخضرمين الذين عملوا ضمن موظفي وزير الخارجية الديمقراطي السابق "جون كيري". وسيقود "أورتيز" مساعي الضغط أمام الكونجرس التي تقوم بها "ريثيون" من أجل تسهيل مبيعاتها العسكرية الخارجية.
أما " إل ثري هاريس" فهي على وشك تجديد جماعات الضغط التي تتعامل معها.
"إم بي دي إيه"
ودخلت شركة "إم بي دي إيه" الأوروبية في المنافسة أيضا مع "ريثيون" و"إل ثري هاريس" للفوز بالعقد. إذ تعمل "إم بي دي إيه"، التي يقودها فريق مبيعات برئاسة "فلورنت دوليوكس"، على الترويج لنظام قيادة "ليكورن" الخاص بها، والذي يجمع بين صواريخ "ميسترال" وقاذفات "أطلس آر سي"، التي تم عرضها على الوفود الأجنبية عام 2019.
إذا أرادت أن تنجح، فستضطر "إم بي دي إيه" بلا شك إلى الامتثال لمتطلبات "الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية" و"الشركة السعودية للصناعات العسكرية" من خلال إنشاء مشروع مشترك في المملكة.