متابعات-
استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن منتدى "وثيقة مكة المكرمة لتعزيز الوحدة والتعايش العالمي"، الذي عرف مشاركة من طرف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وذكرت صحيفة "الجزيرة" السعودية، الخميس، أن المنتدى جرى تنظيمه بشراكة بين مؤسسات دينية إسلامية وغير إسلامية من مختلف الولايات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن المنتدى عرف مشاركة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، والمديرة التنفيذية لمكتب البيت الأبيض للشراكات القائمة على العقيدة والجوار ميليسا روجرز، وآخرين.
وقال "العيسى": إن "وثيقة مكة المكرمة تعد امتداداً لوثيقة المدينة المنورة أو دستور المدينة المنورة الذي أمضاه النبي محمد ﷺ مع مختلف مكونات المجتمع في المدينة المنورة".
وأشار إلى أن وثيقة المدينة المنورة كانت أصدق تعبيرٍ بشاهده الوثائقي على قيم السماحة الدينية الإسلامية، متضمنة الدعوة للتعايش بكامل الحقوق والواجبات.
ولفت إلى أن وثيقة المدينة تؤكد كرامة الإنسان وحقه في الوجود بكامل حريته المشروعة "مهما يكن دينه أو ثقافته أو عِرْقه".
وبين أن هذه الوثيقة "تدعم المعنى الجميل للحرية مثلما تدعمه المبادئ الدستورية التي تتفرع عنها القوانين الوطنية التي يلزم الجميع احترامها لئلا تتحول الحرية لفوضى، ومن ثم إيجاد الذرائع للانفلات من القانون بذرائع خاطئة تنتهك القانون وقيم المجتمع الوطني التي تمثل في واقعها قيمة الوطنية المستمدة من دستوره وتاريخه الأخلاقي المشترك".
وفيما يتعلق بوثيقة مكة المكرمة قال "العيسى" إنها أكدت أهمية احترام وجود التنوع بكافة طيفه، موضحاً أن هذا يمثل "احترام إرادة الخالق في وجود الاختلاف والتنوع والتعدد بين البشر".
ونوه بأن الوثيقة دعت إلى حوار وتحالف الحضارات وعدم الالتفات لنظرية صدام وصراع الحضارات.
وأردف قائلاً: إن "رسالة وثيقة مكة المكرمة بدأت تترسخ في الوعي الإسلامي"، كما يستفاد منها باعتبارها مرجعية تُعبّر عن الهوية الدينية للأمة الإسلامية.
وكانت وثيقة مكة قد طرحت للنقاش في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في عاصمة النيجر نيامي، في نوفمبر من العام الماضي، حيث تم إقرارها.
وأمضى الوثيقة أكثر من 1200 مفتٍ وعالم يمثلون 27 مذهباً وطائفةً من كلّ التنوُّع لعلماء الشريعة الإسلامية بدون استثناء.