إنتلجنس أونلاين - ترجمة الخليج الجديد-
كشف موقع استخباراتي فرنسي أن أمريكا عاودت تقديم الدعم إلى السعودية، التي تقود التحالف العربي في اليمن، عبر تزويدها بإحداثيات المواقع العسكرية الاستراتيجية للحوثيين، رغم تعهد الرئيس "جون بايدن" في بداية حكمه بإنهاء أي دعم كانت تقدمة بلاده للعمليات العسكرية السعودية باليمن.
وقال موقع "إنتلجنس أونلاين" إن واشنطن حاولت التراجع عن دعم الرياض في الصراع في اليمن، لكن المعركة المحتدة في محافظة مأرب (وسط اليمن)، أبقت إدارة "بايدن" منخرطة؛ حيث قدمت وكالة استخبارات الدفاع بالولايات المتحدة (دي آي إيه) الإحداثيات المتعلقة بالأهداف والمواقع الحوثية العسكرية الاستراتيجية للقوات الجوية السعودية.
وذكر الموقع، نقلا عن مصادر لم يكشف هويتها، أن القصف الذي شنته القوات الجوية السعودية على قاعدة الديلمي الجوية القريبة من مطار صنعاء في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وعلى عدد من منصات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مثل ضربة لقوات متمركزة هناك من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني.
ورغم أن الولايات المتحدة تراجعت عن دعم السعودية عندما وصلت إدارة "بايدن" إلى السلطة، فقد تم تنفيذ هذا القصف، وفق "إنتلجنس أونلاين"، باستخدام الإحداثيات التي قدمتها وكالة "دي آي إيه".
وأشار الموقع الاستخباراتي الفرنسي إلى أن الولايات المتحدة والسعودية بدأتا مؤخرا مرحلة جديدة في تعاونهما بشأن اليمن في سياق المعركة الاستراتيجية في مأرب؛ حيث تقاتل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد قوات الحوثيين.
وكشف أن التنسيق الأمريكي السعودي المتجدد بشأن اليمن بدأ باجتماع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" والمبعوث الأمريكي إلى اليمن "تيم ليندركينج" وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في 27 سبتمبر/أيلول، وشمل تشجيع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على مشاركة السعوديين الإحداثيات المتعلقة بالأهداف والمواقع الحوثية العسكرية الاستراتيجية، مثل مرابض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية في صنعاء، وكذلك محافظة صعدة، القريبة من الحدود السعودية، والتي تعد معقلا لجماعة "الحوثي".
ولفت موقع "إنتلجنس أونلاين" إلى أنه مع عدم وجود دعم جوي ووقوع خسائر كبيرة في صفوفهم، يستثمر الحوثيون حاليا في مكافحة التجسس على أمل التسلل إلى جهاز الأمن التابع للتحالف العربي.
وكشف في هذا الصدد أن السفير الإيراني في صنعاء عضو الحرس الثوري "حسن إيرلو" أسس خلية مخصصة لمأرب حصريا، برئاسة مدير الأمن العام بوزارة الداخلية في حكومة الحوثيين "عبدالقادر قاسم أحمد الشامي".
ويشارك في هذه الخلية أعضاء بارزون في جهاز الأمن التابع للحوثيين، مثل رئيس المخابرات الخارجية وجهاز الأمن الوطني "عبدالرب صالح جرفان" ونائب وزير الداخلية الحوثي "عبدالكريم هاشم الخيواني" ونائب وزير الدفاع "محمد عبدالكريم الغماري".
وتمكن جهاز مكافحة التجسس التابع للتحالف، الذي سمع عن هذا النشاط، من تفكيك شبكة موالية للحوثيين حاولت التسلل إلى القيادة العليا في الرياض؛ حيث اعترضت إرسال الإحداثيات التي كان من المقرر استخدامها في الضربات المستقبلية.
ويقود محافظ مأرب "سلطان العرادة"، الموالي للقوات الحكومية، جهود مكافحة التجسس، وفق الموقع الاستخباراتي الفرنسي.