وكالات-
أعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال "كينيث ماكنزي"، الثلاثاء، أن بلاده سترسل سربا من مقاتلات "إف-22" المتطورة إلى الإمارات بعد أسبوع من الآن.
وأكد "ماكنزي"، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، أن الولايات المتحدة سارعت لدعم صديقتها الإمارات في مواجهة تعرض الأخيرة لهجمات من قبل جماعة "الحوثي".
وأوضح في هذا الصدد: "أرسلنا المدمرة الصاروخية الموجهة (يو إس إس كول) التي تتمتع بقدرات دفاعية كبيرة ضد الصواريخ البالستية، وستقوم المدمرة بدوريات في مياه الإمارات، والعمل عن كثب مع الجانب الإماراتي لحماية الدولة".
وأضاف: "كما سنرسل إلى الإمارات سربا من مقاتلات إف-22 المتطورة بعد أسبوع من الآن، وهي من أفضل مقاتلات التفوق الجوي في العالم".
وأشار إلى أن "النظام الدفاعي الإماراتي كان فعالاً في التصدي للهجمات الصاروخية التي تعرضت لها الإمارات وأن الولايات المتحدة ستدعم دولة الإمارات لتحسين نظامها الدفاعي وتعزيز قدراته".
وتابع أن "الولايات المتحدة تتعاون مع الإمارات ومع الشركاء الإقليميين والدوليين لتطوير حلول أكثر فعالية لإيقاف الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار".
وأضاف: "يسعدنا أن نرى الاستخدام الفعال لنظام الدفاع المضاد للصواريخ في الإمارات، وأعلم أن ذلك يطمئن الجميع في دولة الإمارات وسوف نستمر في التعاون مع الإمارات لتطوير أنظمة دفاعية أكثر فعالية في المستقبل".
الجنرال "ماكنزي"، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، قال: "نحن نعمل مع شركائنا في المنطقة ومع شركات تطوير التقنيات الدفاعية في الولايات المتحدة لتطوير حلول من شأنها أن تتعامل مع الطائرات بدون طيار قبل أن يتم إطلاقها .. ويهدف هذا النظام إلى اكتشاف الطائرات بدون طيار والتعامل معها قبل إطلاقها".
وأكد أن زيارته الحالية إلى دولة الإمارات تأتي في سياق تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع أبوظبي، والتأكيد على استمرار دعمها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الجنرال "ماكينزي": "على الرغم من أن الهجمات على الإمارات العربية المتحدة مقلقة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، إلا أن دولة الإمارات لديها أحد أكثر الجيوش احترافية في المنطقة، وأعتقد أن الإمارات مكان آمن للغاية".
وبخصوص التقارير حول إمكانية إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية والتأثير المحتمل لمثل هذه الخطوة، قال: "سأترك التطرق لهذا الموضوع للدبلوماسيين الأمريكيين .. لكنني سأقول إن الحوثيين يتصرفون بشكل طائش وغير مسؤول وهم يهاجمون الإمارات ويستمرون في مهاجمة المملكة العربية السعودية".
والثلاثاء، بحث رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية "حمد الرميثي"، مع "كينيث ماكنزي"، التعاون الدفاعي والعسكري، وذلك بعد أيام من هجمات جماعة الحوثي اليمنية على أبوظبي.
والأسبوع الماضي، قال الحوثيون إن استهدفوا أبوظبي ودبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فيما أعلنت وزارة دفاع الإمارات اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الجماعة تجاه أراضيها "دون وقوع أية خسائر".
ومؤخرا، شنت الجماعة هجمات على مصالح ومواقع إماراتية، بدأتها في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة غربي اليمن، ثم هاجمت بمسيرات وصواريخ باليستية أبوظبي في 17 و25 من الشهر ذاته.
وكان "ماكينزي"، أعلن الإثنين، أن الولايات المتحدة ستزود طائرات "إف-22" الإماراتية "بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم"، القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة، مشيرا إلى أن المدمرة "كول" ستعمل في المياه حول الإمارات وستراقب شحنات البضائع المهربة.
ومؤخرا، دعا سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة "يوسف العتيبة" إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى تزويد بلاده بدعم عسكري قوي للتعامل مع التهديد المتصاعد الذي يمثله الحوثيون، وفقا لما أورده موقع "المونيتور" الأمريكي.
ورغم أن "بايدن" سبق أن أعلن أمريكا لا تنوي الانخراط أكثر في حرب اليمن، إلا أنه أكد، في الوقت ذاته، التزاما بأمن الإمارات والسعودية، وهو ما استدعى برهانا عمليا مع تصاعد هجمات الحوثيين على عمق أراضي البلدين الخليجيين.
وفي هذا الإطار، أعادت الولايات المتحدة تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباري للسعودية والإمارات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، هذا الشهر، نشر الولايات المتحدة طائرات مقاتلة متطورة من طراز "إف-22"، ومدمرة الصواريخ الموجهة (كول) للعمل مع البحرية الإماراتية قبل زيارة ميناء في أبوظبي.
ويدفع إدارة "بايدن" نحو هكذا توجه، تحرك السعودية والإمارات نحو الصين لمواجهة بطء الدعم الأمريكي لدعمها دفاعيا، والتي أثارت قلقا أمريكيا، خاصة بعد الإعلان عن برنامج سعودي لتصنيع الصواريخ الباليستية بمساعدة صينية.
كما اكتشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الصين كانت تبني سراً ما اشتُبه أنه قاعدة عسكرية في ميناء بالإمارات، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
غير أن الجيش الأمريكي يصف إسناده للإمارات بأنه "مساعدة ثنائية دفاعية، وليس دعما للتحالف الذي تقوده السعودية".