رويترز-
زعمت وكالة "رويترز" للانباء نقلا عن "ثلاثة مصادر مطلعة" كشفها عن سبب غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين الشهر الماضي.
وادعت رويترز أن السبب هو حرصه في أن يكون جزءاً من المحادثة مع واشنطن وأن يقف إلى جانب والده، عندما اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالملك سلمان بن عبد العزيز في 9 فبراير/شباط الماضي، وهو ما لم يحدث.
وقال دبلوماسي مقيم في الرياض "الوضع لا يزال كما هو ولكن بالنظر إلى كيف أن الولايات المتحدة في وضع صعب الآن، فقد يتنازلون". مضيفًا أن الأمير محمد يريد اعترافاً رسمياً من الولايات المتحدة ودعم واشنطن في اليمن.
ورداً على طلب للتعليق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "في حين أن قضايا الطاقة والأمن هي اعتبارات سياسية مهمة لكلا البلدين. فإننا لن نناقش تفاصيل مشاركاتنا الدبلوماسية الخاصة".
وقال:"كما أشرنا علناً، فقد أجرينا مناقشات مع المملكة العربية السعودية حول نهج تعاوني لإدارة ضغوط السوق المحتملة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا."
وأوضحت "رويترز" أن محمد بن سلمان يتطلع إلى قوته النفطية لتحقيق أهدافه حيث يريد الاعتراف من الرئيس الأمريكي بأنه الحاكم الحقيقي للمملكة ويده أقوى في حرب اليمن المكلفة، وفقاً "لمصادر مطلعة" .
وقالت "المصادر" إن هذا أحد الأسباب التي تجعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقاوم الضغط الأمريكي لضخ مزيد من الخام لخفض سعر النفط الذي ارتفع منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا. إلى جانب الإبقاء على اتفاق الرياض النفطي مع موسكو على قيد الحياة.
وقال أحد "المصادر المطلعة" على تفكير الحكومة السعودية لرويترز "السعوديون لديهم مطالب أيضا قبل تلبية أي من الطلبات الأمريكية. ملف اليمن والاعتراف بولي العهد كحاكم فعلي على رأس هذه المطالب".
واهتزت العلاقات القوية تقليدياً بين الرياض وواشنطن عندما أصدر بايدن تقريراً استخباراتياً أمريكياً يتهم الأمير محمد بن سلمان بإصدار الأوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018. وغيّر من طبيعة الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في حرب الرياض المكلفة ضد الحوثيين في اليمن.
وحتى الآن، رفض بايدن التحدث إلى الأمير محمد مباشرة. قائلاً إن الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاماً هو نظيره. على الرغم من أن الأمير الشاب يدير المملكة بشكل فعال ولديه علاقة وثيقة مع سلف بايدن دونالد ترامب وأن الملك سلمان لا يستطيع ذهنياً إدارة محادثة مثمرة.
بطاقة للعب
وتراجعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا عن تخفيضات الإنتاج التاريخية التي فرضوها في 2020 لتعزيز الأسعار بعد أن تسبب جائحة فيروس كورونا في انخفاض غير مسبوق في الطلب العالمي.
لكن منذ دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي وفرض الغرب عقوبات صارمة على موسكو، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2012 بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات، مع قلة الطاقة الفائضة العالمية لضخ مزيد من الخام.
تود واشنطن أن يقوم تحالف المنتجين، المعروف باسم أوبك+، بزيادة الإنتاج بشكل أسرع مما كان يفعل منذ أغسطس، لكن قلة فقط من الدول لديها طاقة فائضة، بما في ذلك السعودية والإمارات العربية المتحدة.