"شبكة CNN" الأمريكية-
كشفت "شبكة CNN" الأمريكية عن سبب إلغاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة مقررة إلى بكين، في فبراير الماضي؛ لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، مؤكدة أن الأمر كان يتعلق باتصال هاتفي بين قيادتي الرياض وواشنطن.
وبحسب وزارة الخارجية الصينية ألغى ولي العهد السعودي، الذي كان من المقرر أن يسافر إلى بكين في فبراير لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، رحلته "لأسباب تتعلق بالجدول الزمني".
لكن "شبكة CNN" قالت إن مصدرين من المنطقة مطلعين على الأمر -لم تسمهما- أكدا أن السبب الحقيقي كان جزئياً على الأقل، حتى يتمكن الأمير محمد بن سلمان من حضور المكالمة بين والده وبايدن.
ووفق الشبكة، قال مسؤول أمريكي إن المكالمة بين بايدن والملك سلمان، في 9 فبراير، تضمنت مناقشة حول ضمان استقرار إمدادات النفط العالمية، ومهدت الطريق لسفر اثنين من كبار مسؤولي بايدن إلى المملكة العربية السعودية.
وأشارت إلى أنه بعد 3 أيام كان بريت ماكغورك وعاموس هوكستين، كبار مبعوثي بايدن للأمن القومي والطاقة للمنطقة، في العاصمة السعودية الرياض لعقد اجتماع وجهاً لوجه لمدة ساعات مع ولي العهد السعودي وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.
وأضافت: "قال مسؤول كبير بإدارة بايدن عن الرحلة إلى الرياض، إنه تم الإعداد لها خلال الاتصال بين الملك سلمان وبايدن، ولم تكن مقررة قبل الاتصال".
وبحسب الشبكة، قال مسؤولون إنه لم يكن هناك طلب صريح لزيادة الإمدادات في ذلك الاجتماع. لكن مع بقاء روسيا على بعد أيام من الغزو الذي كان متوقعاً لأوكرانيا، كانت الديناميكيات المتقلبة لأزمة سوق النفط محوراً رئيسياً للنقاش.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير الماضي، ارتفعت أسعار النفط الخام بمعدل يزيد على 30%، لتصل في أقصى حدودها إلى 140 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ العام 2008.
أما أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في دول أوروبا، المستهلك الأكبر للغاز عالمياً، فقد زادت بنحو 10 أمثال الأسعار منذ عام.
وخلال الأيام الماضية، طالبت الولايات المتحدة ودول أوروبية، أبرزها فرنسا، السعودية والإمارات بزيادة إنتاج النفط، إلا أن الدولتين رفضتا ذلك، وأعلنتا التزامهما بخطة تحالف "أوبك+" المتعلقة بتقنين الإنتاج.
ورأى خبراء في شركة "ريستاد إنيرجي" الاستشارية النرويجية، بتقرير لها الأربعاء الماضي، أن "سعر خام برنت سيقفز إلى 240 دولاراً للبرميل بحلول الصيف، إذا فرضت دول غربية أخرى، بعد الولايات المتحدة، حظراً مماثلاً على النفط الروسي".
والأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حظراً على استيراد النفط والغاز الروسيَّين، وأكّد أنَّ "كلَّ واردات النفط الروسي لن تُقبَل في الموانئ الأمريكية".