وكالات-
في إطار التنافس المستمر مع الإمارات، قرر ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان" إطلاق "منتدى طيران المستقبل" في الفترة ما بين 9 إلى 11 مايو/أيار المقبل، بإشراف الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، وهي وحدة ملحقة بوزارة الدفاع التي يقودها "بن سلمان".
وقالت موقع "إنتلجنس أونلاين" الفرنسي، الإثنين، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن المعرض السعودي يأتي في الأساس لمنافسة "معرض دبي للطيران"، وهو ما يشير لأحدث فصول المنافسة بين "بن سلمان" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لقيادة المنطقة اقتصاديا.
ومن المقرر أن يركز المنتدى السعودي على عدة موضوعات تتناولها لجنة من كبار المشاركين بدعوة من ولي العهد، مثل وقود الطائرات "الأخضر" والنقل الجوي المدني والأمن والتعاون بين الدول.
وعلى الرغم من أن المنتدى لا يزال موضوعًا للنقاش في الرياض، إلا أن قائمة كبار الشخصيات فيه ستكون مشابهة لنظيرتها في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، والذي عرف بـ"دافوس الصحراء" واستضافته السعودية في يناير/كانون الأول 2021.
ووفقا للموقع الفرنسي، سيدير منتدى مستقبل الطيران "ريتشارد أتياس"، مؤسس ومدير شركة "ريتشارد أتياس وشركاه - Richard Attias & Associates"، والذي ينظم "منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار" منذ إطلاقه عام 2017.
لكن "أتياس" لم يكن مَن تولى إدارة معرض الدفاع العالمي في الرياض الذي أُقيم في الفترة من 6 إلى 9 مارس/آذار، والذي عُهد بتنظيمه إلى شركة الاستشارات البريطانية "Trivandi".
ولفت الموقع إلى أن "منتدى مستقبل الاستثمار" الذي استضافته السعودية طوال الخمس سنوات الماضية، ضم العديد من الشخصيات البارزة من عالم الأعمال، ومعظمها أسماء أمريكية أو بريطانية مثل "ستيفن شوارزمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، و"جون والدرون"، رئيس بنك "جولدمان ساكس".
ومن عالم السياسة، استقطب المنتدى رؤساء بعض دول مجموعة العشرين السابقين مثل "نيكولا ساركوزي"، و"ديفيد كاميرون"، و"ماتيو رينزي"، وضم أيضاً مجموعة من المشاركين المقربين من الرياض في المنطقة، مثل الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية الإماراتي (مبادلة)، "خلدون المبارك"، وولي العهد البحريني الأمير "سلمان بن حمد آل خليفة".
وأضاف إن "منتدى طيران المستقبل"، بمثابة عرض للصناعة السعودية على المسرح العالمي.
وفضلاً عن بعديه التقني والتجاري، فللمنتدى بُعد سياسي شامل يهدف منذ انطلاقه إلى التفوق على معرض دبي للطيران، الذي أقيم في نوفمبر/تشرين الأول عام 2021.
ويقول موقع "إنتليجنس أون لاين" إن هذه السلسلة من المعارض والمنتديات ذات المستوى العالمي في الرياض، تُقام بمساعدة أسطول من الشركات الغربية مثل "Finsbury" و"Trivandi" و"E20"، وهي نتيجة سباق النفوذ بين ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي، حيث يسير الأول على خطى الثاني.
وفي حين يسعى "منتدى مستقبل الطيران" إلى سرقة الأضواء من "معرض دبي للطيران"، يعتبر عديد من أباطرة صناعة الدفاع الحاضرين في المنطقة "معرض الدفاع العالمي" في الرياض "المكان الجديد المناسب"، وقد يتفوق في النهاية على معرض "أيدكس" (معرض الدفاع الدولي) في أبوظبي.
وقد أقيم أول معرض دفاع عالمي خارج الرياض على بعد ساعة تقريباً، في مركز معارض تبدو واجهته مشابهة للمبنى الذي تستضيف فيه أبوظبي معرض "أيدكس" كل عامين.
وأشار الموقع الفرنسي إلى الحضور الأمريكي البارز المرتقب في "منتدى طيران المستقبل"، فمثلما هو الحال في المعرض الإماراتي، كان أبرز أباطرة صناعة الدفاع العالمية حاضرين.
وشهد المعرض، الذي انطلق تحت رعاية الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية وهيئات عسكرية أخرى، حضوراً أمريكياً قوياً.
إذ احتلت الشركات الأمريكية 71 من 424 منصة، وهي نصف أرقام "أيدكس".
وكانت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط "دانا سترول" ضمن الحضور، وكذلك الرجل الثاني في قيادة وكالة التعاون الأمني الدفاعي، "جيد رويال"، ونائب الأدميرال "تشارلز برادفورد كوبر"، الذي يقود الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين.
لكن، يبدو أن الأزمة الروسية الأوكرانية أبقت بعض المسؤولين الأوروبيين بعيدا عن المنتدى، إذ يمثل فرنسا الجنرال "تييري كارلييه"، رئيس وحدة التنمية الدولية في هيئة التسلح العام "DGA"، وكذلك رئيس شؤون إفريقيا والشرق الأوسط "أوليفييه لوكوانت"، في حين كانت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، "فلورنس بارلي"، هي من شاركت في أيدكس في فبراير/شباط عام 2021.