علاقات » اميركي

هل دخلت العلاقات الأمريكية الخليجية في نطاق التحدّي؟

في 2022/04/02

(أحمد شوقي\ راصد الخليج)

رغم أنّ الخطوة التاريخيّة للرئيس الأمريكي بايدن بالاعتماد على السّحب من المخزون النّفطي الاستراتيجي الأمريكي تبدو وأنّها موجّهة ضدّ روسيا في إطار الصّراع الدّولي وحرب عضّ الأصابع الدائرة حالياً، إلّا أنّها لا تخلو من إشارات باتّجاه الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، والتي رفضت طلبات أمريكا مؤخراً بزيادة الإنتاج للتغلّب على ارتفاع أسعار النفط.

ففي نوفمبر الماضي وقبل الحرب في أوكرانيا، وبعد قرار مجموعة أوبك بلس بعدم زيادة إنتاج النفط والإبقاء على خطة زيادة الإنتاج عند مستوى المقرّر له، وهو 400 ألف برميل يوميا دون تغيير رغم الضغوط من واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنّه لم يتوقّع أن تستجيب مجموعة أوبك بلس والمملكة العربية السعودية وروسيا لدعوته إلى ضخّ المزيد من النفط في الأسواق العالمية، قائلا "هناك أدوات أخرى في ترسانتنا".

وهو ما يعني أنّ الأدوات الأخرى التي أشار إليها بايدن هي ما أقدم عليه مؤخراً من سحب تاريخي بمقدار مليون برميل يوميا لمدّة ستّة أشهر.

وقد تراجعت أسعار النّفط بأكثر من 5 دولارات للبرميل، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، خطّة" تحقيق الاستقلالية".

وقال الرئيس الأمريكي وهو يُعلن القرار: اليوم نعلن عن خطّتنا لإنهاء الاعتماد على النفط الخارجي وتحقيق الاستقلالية، وأنّه وجّه إداراته بسحب مليون برميل نفط يوميًا من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي لمدّة 6 أشهر.

وكانت إدارة بايدن قد قالت في أوائل مارس/آذار إنّها ستسحب 30 مليون برميل من احتياطاتها الاستراتيجية، في إطار سحب عالمي يبلغ 60 مليون برميل في محاولة لخفض الأسعار.

وقد سبق هذه الخطوة التاريخية مقدّمات، حيث قرّرت الولايات المتّحدة في نوفمبر الماضي السحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الخاص بها بعدما فشلت هي وحلفاؤها في إقناع مجموعة أوبك بلس بزيادة إمدادات النفط حتى ينخفض سعره، لدرجة أنّ كثيراً من المعلّقين قالوا إنّها تبدو حرباً أمريكية مع أوبك.


وفي 10 مارس المُنقضي، حاولت دولة الإمارات تلطيف الأجواء مع أمريكا، وقالت أنّها تدعم زيادة إنتاج النّفط الخام لخفض الأسعار نتيجة حظر واشنطن النفط الروسي بسبب غزو أوكرانيا، فيما رحّبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالموقف الإماراتي.

وقال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “ندعم زيادة الإنتاج وسنشجّع أوبك على النٍظر في مستويات إنتاج أعلى”.

وأضاف العتيبة: “لطالما كانت دولة الإمارات مورداً موثوقاً ومسؤولاً للطاقة للأسواق العالمية لأكثر من 50 عاماً، وتؤمن بأنّ الاستقرار في أسواق الطاقة أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي”.

وفي محاولة لامتصاص غضب السعودية أكّد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إنّ الإمارات العربية المتّحدة ملتزمة باتّفاقية أوبك+ وآليتها الشهرية الحالية لتعديل الإنتاج.

وأضاف الوزير على حسابه على تويتر أنّ “الإمارات تؤمن بالقيمة التي تقدّمها مجموعة أوبك+ لأسواق النفط”.

هنا تبدو المواجهة الرئيسيّة بين إدارة الرئيس بايدن والسعودية باعتبارها أكبر منتجي أوبك، وباعتبارها أقرب حلفاء واشنطن، ممّا جعل الرّفض السعودي مؤشّراً على سوء العلاقة بين البلدين.

والسؤال هنا، هل ستتصاعد المواجهة الأمريكية السعودية في مجال النّفط لتشمل ملفّات استراتيجية أخرى، أم أنّ التّحالف السعودي مع الدولة العميقة الأمريكية سيظلّ راسخاً رغم المناوشات التي يسمح بها هامش الاختلاف بين السعودية والإدارة بعيداً عن عمق التّحالف الاستراتيجي مع المجمع الصناعي العسكري والبنتاجون؟