الغارديان البريطانية-
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على أزمة العلاقات بين السعودية والإمارات من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، على خلفية رفض الدولتين الخليجيتين زيادة إنتاج النفط.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنه رغم لجوء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فتح احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية، فقد استمر أكبر حليفين له من منتجي النفط، وهما السعودية والإمارات، في غلق خزانهما بإحكام.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين للصحيفة إن مسؤولاً سعودياً قال: "هذه نهاية طريقنا مع بايدن، وربما مع الولايات المتحدة أيضاً".
وأضافت الصحيفة أن "أبوظبي والرياض تواصلان صد الرئيس الأمريكي في الوقت الذي يحاول فيه مواجهة أسعار النفط، وأعرب البلدان بصراحة غير اعتيادية عن رفضهما التدخل".
ودفع هذا الرفض السعودي والإماراتي لإنقاذ بايدن أو حتى الرد على اتصالاته، بالعلاقات بين الدولتين الخليجيتين وواشنطن إلى تدهور غير مسبوق.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن رئيس تحرير موقع قناة "العربية" السابق، محمد اليحي، قوله بمقال نشره في صحيفة "جيروزاليم بوست"، إن "العلاقة السعودية الأمريكية تمر بأزمة عميقة، ويزعجني انعدام واقعية النقاش الأمريكي عن هذا الموضوع".
وأضاف: "من الضروري أن يركز نقاش أكثر واقعية على كلمة واحدة: الطلاق. فحين تفاوض باراك أوباما (الرئيس الأمريكي الأسبق) على اتفاق نووي مع إيران، فهمنا نحن السعوديين أنه يسعى لهدم زيجة دامت 70 عاماً. فكيف لا نفعل نحن؟".
وقال أيضاً: "لماذا يساعد حلفاء أمريكا في المنطقة واشنطن على احتواء روسيا في أوروبا في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على تقوية روسيا وإيران في الشرق الأوسط؟".
وعلى صعيد الإمارات، نقلت الصحيفة عن مقال للبروفيسور عبد الخالق عبد الله، الباحث البارز في العلوم السياسية، نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية، قال فيه: إن "علاقة الإمارات بأمريكا تواجه صعوبات لم تواجهها منذ 50 عاماً".
وأضاف: "علاقة الإمارات بالشريك الأمريكي على المحك، وعلى مفترق طرق".
وتابع: "استثمرت الإمارات الكثير في علاقاتها مع واشنطن، فقد خصصت الجزء الأكبر من استثماراتها بالأسواق الأمريكية، دون الآسيوية والأوروبية، وحرصت على زيادة حجم التبادل التجاري مع واشنطن".
ورأى أن "واشنطن لم تظهر التقدير للإمارات حين تلكأت في إتمام صفقة طائرات إف-35، وأن الإمارات غاضبة من بايدن الذي اتخذ موقف المتفرج عن بعد خلال هجوم الحوثيين على أبوظبي".
وقال عبد الله: "وما زاد الطين بلة اعتراض إدارة بايدن على قرارات إماراتية سيادية، مثل استقبال بشار الأسد، وممارسة الضغط على أبوظبي لزيادة إنتاجها من النفط".
والخميس الماضي، قرر بايدن سحب مليون برميل نفط يومياً من الاحتياطي الاستراتيجي لبلاده لمدة 6 أشهر، بهدف تهدئة أسعار الخام، حسب بيان للبيت الأبيض.
وتصدت السعودية والإمارات لدعوات متكررة من الولايات المتحدة بضخ المزيد من النفط الخام لتهدئة أسعار الخام التي صعدت نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.