متابعات-
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة قلقة بسبب عدم قبول الحوثيين تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، وإنها ستواجه أي اعتداء على السعودية أو الإمارات.
ووصف ليندركينغ، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، مطالب المليشيا اليمنية المدعومة من إيران بـ"المتطرفة"، مشيراً إلى أنهم "أصروا على دفع رواتب الموظفين لعناصرهم العسكريين والأمنيين أولاً، بينما كانت هناك محادثات إيجابية بشأن دفع رواتب الموظفين المدنيين اليمنيين".
وأوضح أن موقف الحوثيين من مسألة الرواتب "خلق عقبة كان من الصعب جداً على الجانب الآخر (الحكومة الشرعية) التفكير فيها"، معتبراً أنها "كانت مطالب غير معقولة تماماً".
ووصف التهديد الحوثي الأخير لشركات النفط العاملة في السعودية والإمارات بأنه "غير مقبول"، وقال إن مصلحة الولايات المتحدة تظل في دعم الشركاء الخليجيين في الدفاع عن أنفسهم ضد أي اعتداء خارجي.
وأضاف: "سنفعل ذلك إذا جاء الاعتداء من اليمن"، مؤكداً أن صفقات الأسلحة الأخيرة التي وقعتها بلاده مع الرياض وأبوظبي "تسمح بنقل صواريخ باتريوت الإضافية في المستقبل إلى السعودية، ونقل الدفاعات الجوية إلى الإمارات".
وتابع أنه "من المهم للغاية بالنسبة إلى الحوثيين أن يعودوا إلى الطاولة وألا يفوّتوا فرصة حصول المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية على رواتبهم من خلال هذه المطالب المرتفعة".
وأعرب ليندركينغ عن ثقته في إمكانية تمديد الهدنة، التي انتهت في الثاني من الشهر الجاري، "إذا ابتعد الحوثيون عن المطالب العالية جداً التي فرضوها فعلياً في اللحظة الأخيرة".
وقال: إن الحوثيين "تراجعوا في اللحظة الأخيرة عن الالتزامات التي قطعوها في وقت سابق من العملية التفاوضية". وتساءل: "هل يمكن أن يكون ذلك مرتبطاً بإيران؟ الجواب هو أننا لا نعرف".
عناصر الهدنة قائمة
لكن ليندركينغ لفت في الوقت نفسه إلى أن عناصر تمديد الهدنة "ما تزال قائمة"، وقال إن الجهود الأممية متواصلة بشكل مكثف جنباً إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية الأمريكية.
وقال أيضاً إن مستوى العنف في اليمن ما يزال منخفضاً، وإن ناقلات النفط ما تزال تفرغ حمولاتها في ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين، كما أن الرحلات الجوية التجارية ما تزال تقلع وتهبط في مطار صنعاء، الخاضع للمليشيا أيضاً.
وأكد المبعوث الأمريكي أن كافة القنوات الدبلوماسية ما تزال مفتوحة وستظل، وأنه سيعود للمنطقة قريباً لدفع هذه الجهود قدماً، ومتابعة جهود نظيره الأممي هانس غروندبرغ.
كما أكد أن ثمة خيارين في الوقت الراهن؛ وهما العودة إلى الحرب بما تنطوي عليه من دمار، أو تمديد الهدنة وتوسيعها بما يترتب على ذلك من إيجابيات لليمنيين.
وقال ليندركينغ إن الهدنة تتضمن مساراً سياسياً لحل النزاع، وإنها خطوة أولى من جهد واسع للسلام، مؤكداً أن تمديدها سيفتح الطريق أمام وقف دائم للقتال، ولفتح باب حوار يمني - يمني، لتحديد مستقبل البلاد.
ودعا ليدركينغ كافة الأطراف إلى ضبط النفس في هذا الوقت الحساس بشكل خاص، حيث لا توجد هدنة رسمية مكتوبة وموقعة وتلتزم بها كل الأطراف.
ورفض الحوثيون تمديد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة منذ مطلع أبريل وحتى مطلع أكتوبر الجاري، وهددوا قبل يومين باستهداف شركات النفط العاملة في السعودية والإمارات، ودعوها لترتيب أوضاعها.
وكانت الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها قد أكدا تمسكهما بتمديد الهدنة بما يخدم مصالح اليمنيين ويخفف وطأة الوضع الإنساني الكارثي، لكنها اتهما الحوثيين بالتعنت في المفاوضات.