علاقات » اميركي

السعودية رفضت طلبا أمريكيا لتأجيل خفض إنتاج النفط شهرا واحدا

في 2022/10/12

صحيفة "وول ستريت جورنال"-

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"  بأن السعودية رفضت الاستجابة لمناشدات مسؤولين أمريكيين لتأجيل قرار خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك+" شهرا واحدا فقط.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة على المحادثات أن المسؤولين الأمريكيين اتصلوا، قبل أيام من اتخاذ قرار "أوبك+" في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بنظرائهم في المملكة وغيرها من دول الخليج المنتجة للنفط للمطالبة بإرجاء القرار شهرا آخر، لكنهم رفضوا.

وأضافت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين شنوا حملة ضغط مكثفة لإقناع السعودية بتأجيل خططها، وأجرى مسؤولو البيت الأبيض عدة مكالمات مع ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، وتحدثت وزيرة الخزانة، "جانيت يلين"، إلى وزير المالية السعودي "محمد الجدعان".

وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين حذروا القادة السعوديين من أن واشنطن ستنظر إلى قرار خفض إنتاج النفط على أنه "انحياز واضح لروسيا في حرب أوكرانيا"، لكن المسؤولين السعوديين رفضوا هذه الطلبات واعتبروها "مناورة سياسية" من قبل إدارة الرئيس، "جو بايدن"، لتجنب إضعاف موقف حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

لكن "أدريان واتسون"، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، رفضت أن تكون جهود إدارة "بايدن" مدفوعة بحسابات سياسية، وقالت: "من الخطأ بشكل قاطع ربط هذا بالانتخابات الأمريكية.. الأمر يتعلق بتأثير هذا القرار قصير النظر على الاقتصاد العالمي".

وشكك المسؤولون الأمريكيون في التقييم السعودي بأن أسعار النفط على وشك الانخفاض، وطالبوا الرياض بالانتظار ورؤية رد فعل السوق، وقالوا إن بمقدور "أوبك+" التصرف كيفما شاءت إذا انهارت الأسعار.

ووفقا لأشخاص داخل الحكومة السعودية، فإن زيارة "بايدن" للسعودية في يوليو/تموز الماضي، "لم تفعل شيئا يذكر لتغيير تصميم الأمير محمد بن سلمان على رسم سياسة خارجية مستقلة عن النفوذ الأمريكي".

وأكدت المصادر ذاتها أن الزيارة أغضبت ولي العهد، الذي كان منزعجا من أن "بايدن" تحدث علنا عن تعليقاته الخاصة مع العائلة المالكة بشأن وفاة "جمال خاشقجي".

فيما أفادت مصادر داخل السعودية للصحيفة الأمريكية إلى أن ولي العهد قال لمستشاريه إنه "ليس على استعداد للتضحية بالكثير من أجل إدارة بايدن".

وذكرت نفس المصادر أن الرياض كانت تخطط، في أغسطس/آب الماضي، لدفع "أوبك+" لزيادة إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا في محاولة لإرضاء "بايدن"، لكن "بن سلمان" أمر بخفض الزيادة إلى 100 الف برميل يوميا بعد الزيارة.

وأرسل مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لأمن الطاقة، "آموس هوشستين"، رسالة إلكترونية إلى وزير الطاقة السعودي، الأمير "عبدالعزيز بن سلمان"، تشير إلى أنه نكث بوعده حول رفع الإنتاج، حسبما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مصادرها.

وقال الأشخاص إن الرسالة الإلكترونية أغضبت الوزير السعودي وعززت تصميمه على صياغة سياسة نفطية مستقلة عن الولايات المتحدة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أشرف الوزير السعودي على أول خفض للمجموعة منذ الوباء، ما أدى إلى محو الـ100 ألف برميل يوميا التي تم إقرارها في أغسطس/آب الماضي.

وقبل اجتماع "أوبك+" في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اتصل "عبدالعزيز بن سلمان" بوزراء النفط في الخليج وحثهم على دعم خفض أكبر للإنتاج، حسبما قال مبعوثون إلى "أوبك+" للصحيفة الأمريكية.

ووفقا للمبعوثين، فقد أشار وزير الطاقة السعودي، في حديثه مع الوزراء، إلى "مخطط غربي" لوضع سقف سعري للنفط ما اعتبره "هجوما مباشرا" على منتجي الخام، وقال لاثنين على الأقل من وزراء النفط في مكالمات هاتفية: "إن الوضع بهذا الشكل: نحن في مواجهتهم".

وفي جلسات خاصة، عارض حلفاء السعودية الخليجيون الخفض المقترح، لأنه قد يؤدي إلى ركود من شأنه أن يضعف الطلب على النفط، لكنهم مضوا في نهاية المطاف في القرار من أجل الحفاظ على الوحدة داخل "أوبك+"، حسبما قال مسؤولون أمريكيون وإقليميون.

وبينما أكد مسؤولون أمريكيون أنهم فوجئوا بحجم الخفض، وكانوا يعتقدون أن "أوبك+" ستخفض الإنتاج بنحو مليون برميل فقط، قال مبعوثو "أوبك+" إن روسيا ضغطت على السعوديين لخفض الإنتاج.

 ووصف المتحدث باسم الكرملين، "ديمتري بيسكوف"، قرار "أوبك+" بشأن خفض الإنتاج بأنه "عمل متوازن ومدروس ومخطط".

وردا على ذلك، دعا أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي إلى خفض حاد في المبيعات العسكرية للسعودية، فيما أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، "جون كيربي"، الثلاثاء، أن "بايدن" يعيد تقييم العلاقات مع السعودية.

وكان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، "عادل الجبير"، قد قال في مقابلة تليفزيونية، الأحد الماضي، إن المملكة ملتزمة بضمان استقرار سوق النفط، وأشار إلى أن "أوبك+" زادت الإنتاج خلال معظم العام، وألقى باللوم في رد فعل واشنطن بشأن خفض الإنتاج على "المشاعر التي تتعلق بالانتخابات المقبلة".