علاقات » اميركي

"تحذير سعودي جديد".. ماذا يعني نفاد مخزون النفط الاستراتيجي؟

في 2022/10/27

أشرف كمال - الخليج أونلاين- 

في خضم الجدل المتصاعد بشأن إمدادات الطاقة، حذرت المملكة العربية السعودية من احتمال نفاد مخزون الطوارئ العالمي للطاقة، وقالت إن تداعيات هذا الأمر ستكون مؤلمة، وطالبت الجميع بالاستعداد للأسوا.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، خلال جلسة على هامش منتدى "دافوس الصحراء" (الثلاثاء 25 أكتوبر 2022)، إن "أزمة الطاقة الحالية قد تكون الأسوأ، وإن المملكة تتواصل مع العديد من الحكومات الأوروبية بشأنها".

وأضاف أن "خسارة العالم مخزون الطوارئ من مصادر الطاقة قد يكون مؤلماً في الشهور المقبلة، وأنه يجري العمل مع دول الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجاتها".

وشدد الوزير السعودي على أن "استنفاد القدرة الإنتاجية من النفط ستكون له تكلفة عالية، وأن على الجميع أن يستعدوا للأسوأ، وأن تكون لديهم القدرة على المواجهة".

وجاء حديث الأمير عبد العزيز بن سلمان بينما تواصل الولايات المتحدة حديثها عن ضرورة رفع كبار منتجي الخام لإنتاجهم اليومي، والتأكيد على أن خفض الإنتاج لا يخدم السوق.

مخاطر محتملة وركود في الأفق

لكن وكالة الطاقة الدولية (IEA) تبدو وكأنها تسير في ركب الولايات المتحدة، حيث قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة، إن قرار خفض الإنتاج الأخير "محفوف بالمخاطر".

وقال بيرول (الثلاثاء 25 أكتوبر 2022)، إن تشديد أسواق الغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء العالم وخفض كبار منتجي النفط للإمدادات، وضع العالم في وسط "أزمة طاقة عالمية حقيقية".

وأضاف: "العديد من الدول على شفا ركود اقتصادي، ونحن نرى أن نمو الطلب اليومي يقترب من مليوني برميل يومياً هذا العام".

وتتوقع الوكالة أيضاً نمو الاستهلاك 1.7 مليون برميل يومياً في عام 2023، ما يعني أن العالم سيكون سيظل بحاجة إلى النفط الروسي، وفق بيرول.

في وقت سابق، اقترحت دول مجموعة السبع آلية تسمح للدول الناشئة بشراء النفط الروسي لكن بأسعار أقل، في محاولة منها لتلافي خطر نقص الإمدادات مع ضمان الحد من عائدات موسكو المالية.

لكن هذا المخطط بحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ما يزال يحتوي على الكثير من التفاصيل التي تجب تسويتها، فضلاً عن أنه يتطلب شراء الدول الرئيسية المستوردة للنفط الروسي.

يعتقد بيرول أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط الروسي، وأنه "لو تدفق بنسبة 80٪ إلى 90٪ سيكون مستوى جيداً لتلبية الطلب".

في الوقت الراهن، ما تزال هناك احتياطيات استراتيجية ضخمة النفط يمكن استغلالها أثناء تعطل الإمدادات، ومع ذلك، فإن وكالة الطاقة تقول إنه من غير المطروح حالياً، الإفراج عن مزيد من هذه الاحتياطات.

من المقرر أن تفرج الولايات المتحدة عن 15 مليون برميل الاحتياطي الاستراتيجي بحلول ديسمبر كجزء من خطة للإفراج عما يصل إلى 180 مليون برميل بهدف ضمان وجود نفط كافٍ يحد من ارتفاع أسعار البنزين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أمريكي كبير، أن بايدن سيقدم على سحب كميات إضافية من المخزون الاستراتيجي للنفط في حال لزم الأمر.

وانخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة خلال سبتمبر الماضي، إلى 434.1 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ 1984، وفقاً لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية.

وجود النفط أهم من ارتفاع السعر

خبير الطاقة الكويتي فراس السالم، قال إن تكلفة انقطاع الطاقة بشكل كامل وإغلاق المصانع والمطارات وتوقف سلاسل مداد ستكون أعلى بكثير من تضخم الأسعار التي تشتكي منه الولايات المتحدة والغرب.

وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، قال السالم، إن "أوبك+" يسعى جاهداً لتوفير طاقة انتاجية فائضة لتحويلها إلى المناطق التي قد تواجه نقصاً مستقبلاً، وإنه ربما يزيد من عمليات خفض الإنتاج إذا تراجع الطلب بشكل أكبر.

وعن خطورة نفاد المخزون الاستراتيجي، الذي تحذر منه السعودية، قال الخبير الكويتي، إن "استخدام المخزون الاستراتيجي يكون لسد عجز في حالات الطوارئ وليس لتقليل الأسعار كما تفعل واشنطن حالياً".

وأضاف "ارتفاع الأسعار لا يمكن التعامل معه كما يتم التعامل مع حدوث كارثة طبيعية أو انقطاع كامل للإمداد، بالتالي فإن استخدام المخزون لتقليل الأسعار خطر من الناحية الاقتصادية".

ولفت إلى أن "دولاً مثل السعودية والكويت والإمارات وغيرهم من تحالف أوبك، يسعون للاحتفاظ بطاقة إنتاجية احتياطية لاستخدامها في حالة توقف النفط الروسي بشكل مفاجئ؛ لأن الحصول على النفط أهم من سعر النفط" كما يقول.

الأزمة لم تنته بعد

وكالة "رويترز"، نقلت عن فيل فلين، المحلل في برايس فيوتشرز جروب، أن التعليقات الواردة من الرياض ووكالة الطاقة الدولية "تذكر بأن أزمة الطاقة لم تنته بعد وأنه لا تزال هناك مخاوف من نقص المعروض في السوق.

وأظهرت بيانات حكومية يوم الاثنين 24 أكتوبر 2022، تراجع واردات الصين من النفط خلال سبتمبر بنسبة 2٪ عن العام السابق، بينما تقلص النشاط التجاري في منطقة اليورو والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في أكتوبر.

وقال ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس، يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2022، إنه "يعتقد أن الولايات المتحدة تتجه نحو الركود وربما يحدث الأمر في أوروبا".

وقال سولومون، خلال المنتدى المنعقد في الرياض، إن "مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يرفع أسعار الفائدة إلى ما بعد 4.5% - 4.75٪ إذا لم يشهد تغيرات حقيقية في السلوك".

ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات النفط الخام الأمريكية هذا الأسبوع، مما قد يحد من مكاسب الأسعار. 

وقال محللون لـ"ويترز" إن مخزونات الخام ارتفعت بنحو 200 ألف برميل في الأسبوع الثالث من أكتوبر.

ووفقاً لاتفاقية برنامج الطاقة الدولي، تلتزم كل دولة من دول وكالة الطاقة الدولية بالاحتفاظ بمخزون نفطي للطوارئ يعادل 90 يوماً على الأقل من صافي واردات النفط. 

وفي حالة حدوث اضطراب شديد في إمدادات النفط، قد يقرر أعضاء وكالة الطاقة الدولية إطلاق هذه المخزونات في السوق كجزء من إجراء جماعي.