متابعات-
وصف الأمير تركي الفيصل، سفير السعودية الأسبق في واشنطن، التوتر الذي تمر به علاقة المملكة بالولايات المتحدة بأنه "اختلاف في وجهات النظر"، مذكراً بأزمة وقعت قبل نحو نصف قرن بين البلدين حُلت بطريقة دبلوماسية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الفيصل بمؤتمر نظمه "المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية"، وهو مركز بحثي في واشنطن، بحسب ما أوردت شبكة "سي إن إن"، السبت.
وقال الفيصل، الذي سبق أن ترأس الاستخبارات السعودية: إن "الاختلاف الأخير في وجهات النظر بين بلدينا ليس سبباً لإدارة ظهورنا لبعضنا البعض".
وأشار إلى أنه "بينما تدحض الحقائق المزاعم الكاذبة، كان قرار أوبك بلس قراراً بالإجماع من قبل جميع أعضاء المجموعة، وكان يهدف إلى إعادة التوازن إلى سوق النفط".
وتابع أن "السعودية منخرطة في بناء تنميتها الجيو-اقتصادية ليس فقط لمصلحتها الخاصة، ولكن لمصلحة منطقتها والعالم"، معرباً عن الأمل بأن "تستمر الولايات المتحدة في أن تكون جزءاً من نجاحنا المستقبلي كما كانت في نجاحنا السابق".
وروى الأمير تركي كواليس الخلاف بين المملكة والولايات المتحدة عام 1973 أثناء حرب مصر وسوريا مع "إسرائيل"، قائلاً: "أتذكر في خضم الحظر النفطي خلال حرب رمضان عام 1973، عندما وصلت رسالة من السيد كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك) إلى الملك فيصل، رحمه الله، عبر رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية في المملكة، كانت الرسالة موجزة ولكنها واضحة تماماً".
وأضاف الأمير أن الرسالة جاء فيها: "جلالة الملك، إذا استمر الحظر النفطي، فإن الولايات المتحدة ستسعى لإيجاد سبل لتصحيحه".
وتابع بالقول: "لا يمكن أن يكون التهديد أكثر وضوحاً. وكان من واجبي إيصال هذه الرسالة إلى والدي الراحل بينما كان يستعد للنوم".
وأشار الأمير تركي إلى أن "الحظر استمر لبضعة أشهر أخرى، حتى اتخذت الولايات المتحدة إجراءات فعالة للتأثير على الانسحاب الإسرائيلي على جبهة السويس ومرتفعات الجولان".
وقال: "بعد أسابيع قليلة، قاد الملك الراحل فهد، الذي كان آنذاك النائب الثاني للوزير، وفداً كبيراً من المسؤولين السعوديين إلى واشنطن لتوقيع اتفاق تعاون بشأن العديد من القضايا مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "الرجل الذي وقع الاتفاق من الجانب الأمريكي هو نفسه هنري كيسنجر، الذي هدد قبل بضعة أشهر بغزو المملكة العربية السعودية".
واختتم حديثه قائلاً: "يمكن حل الاختلاف الحالي في وجهات النظر بين بلدينا كما حدث من قبل".
وارتفعت حدة التوترات بين واشنطن والرياض مؤخراً، خاصة مع قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط، في أكتوبر الماضي.
وكانت واشنطن قد وصفت، في بيان للبيت الأبيض، قرار "أوبك+" تخفيض إنتاج النفط بـ"الخاطئ"، وقالت إنه قصير النظر ويعني اصطفاف السعودية إلى جانب روسيا، وتمويل حربها على أوكرانيا، وأعلنت أنها ستعيد تقييم العلاقات مع الرياض وفق مبادئها.
وكانت السعودية رفضت الانتقادات الأمريكية لقرار تحالف "أوبك+"، ونفت الاتهامات بأن قرار خفض إنتاج النفط ناتج عن دوافع سياسية.
وقالت الخارجية السعودية في بيان: إن "المملكة لا تقبل إملاءات، وترفض تحوير قراراتها الاقتصادية الرامية إلى ضبط أسواق الطاقة العالمية".