حازم عياد- السبيل-
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الرئيس جو بايدن لا يعتزم عقد اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا. وفي المقابل أكدت مصادر أمريكية أخرى لقاء الرئيس الأمريكي بنظيره الصيني شي جينبينغ.
إعلان جيك سوليفان بمثابة تأكيد على صعوبة تجاوز العلاقات الأمريكية السعودية أزمتها بعيد اتفاق دول أوبك+ الذي خفضت بموجبه دول المجموعة إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل خلافا لتوجهات الإدارة الأمريكية.
قرار الإدارة الأمريكية جاء منسجماً من ناحية أخرى مع نتائج الانتخابات التكميلية الأمريكية التي أكدت على مكانة اليسار التقدمي في الحزب الديمقراطي والأقليات التي كان لها دور بارز في كسر الموجة الحمراء للحزب الجمهوري وللتيار الشعبوي الذي يقوده دونالد ترامب في الآن ذاته، وصعود تيار جمهوري أكثر تحفظاً في التعاطي مع السعودية، ويدعو بعض أعضائه لإخضاع شركة أرامكو السعودية لقانون "نوبك" لمنع الاحتكار.
لا تقتصر التغيرات والتحولات على البيئة السياسة الأمريكية الداخلية أو على الشراكة السعودية الروسية في مجموعة "أوبك+" والتي تجد صدى قوياً داخل الحزبين الديموقراطي والجمهوري، إذ انضم إلى هذه الهواجس العلاقات المتطورة والتقارب الكبير بين الرياض وبكين.
فالمشرق العربي يترقب زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السعودية بداية الشهر المقبل كانون الأول/ديسمبر، والتي ستشهد احتفاءً سعودياً كبيراً بالزيارة يبدأ بقمة تجمع الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بالرئيس الصيني؛ ليتبع ذلك قمة خليجية وعربية موسعة.
الاحتفاء السعودي بالشراكة مع الصين يمثل منعرجاً جديداً في منحنى العلاقة بين واشنطن والرياض، الأمر الذي يدفع الادارة الأمريكية لمزيد من التأني في عملية تقييم ومراجعة العلاقة مع السعودية، فالمنعرجات السياسية بين البلدين تعددت خلال الفترة الباقية من 2022، وازدادت تذبذباً في الاسابيع الاخيرة من العام 2022 بتأثير من الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية، والتقييمات المختلفة لزيارة الرئيس الصيني للسعودية، وتزامنها مع قرار جديد متوقع لدول أوبك+ بخفض الانتاج مجددا خلال اجتماعاتها في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
العلاقة الأمريكية السعودية تواجه تحديا كبيرا، ومنحنى العلاقة الهابط يقابله منحنى صاعد في العلاقة السعودية الصينية، والسعودية الروسية، فالعلاقة الأمريكية السعودية رغم أهميتها إلا أنها باتت تسير بالتوازي مع مسار روسي وآخر صيني؛ دفع الرئيس الأمريكي بايدن ومستشاره للأمن القومي لإظهار ذلك للعلن بخطوة استباقية؛ كشف فيها عدم توافر النية، والرغبة بلقاء سعودي أمريكي على هامش قمة العشرين الاحد، وهي رسالة سلبية على منحنى العلاقة الهابط بين واشنطن والرياض.